نوافذ

وقلبي عود يابس .. !!

نضال

مسكين أنت …أشفق على عقلك الذي لم يستوعب الفرق حتى هذه اللحظة …الفرق بين أن تموت ضاحكا.. وأن تضحك ميتاً.
الفرق بين أن تقاوم الدمع وتتمرد عليه بالابتسامة، وبين أن تبتسم بشهية حيث لا وجود للبكاء .
السفر يا سيدي العزيز (سوسة) وقلبي عود يابس .. ورطوبة الدمع تمارس معادلة تهيئة الجو لأكبر (نخر) ممكن في هذا القلب المهترئ ببعدك .
الشمس اليوم في تمام غيابها ..اتساءل عن كنه هذا الغياب هل لأنك تكره إطلالة الشمس من نوافذ الطائرة ؟ أم أنها غابت كي تمنح الغيم شرف أن يواسيني في غيابك الذي كنت أظنه هينا وهو عند الشوق عظيم!!
ترى هل توارت الشمس خوفا من دمعي الهتون….أم أنها منحتك يوما مثاليا ولبست ثوب باريس؟
أنا الآن في حالة من اللاوعي اتشاغل عن التفكير بك بكل شيء…الباعة المتجولون.. أطفال الشوارع ..كتب الطب التي تشاركني مهجعي …كل شيء….
ولا انشغل عن ادق تفاصيل (مع السلامة) التي أودعتها أذنك فما رضيت…
السائق الذي تولى مهمة إيصالك يسترق النظر لعينيك كي يقرأ …أي حزن هذا الذي يسكن عين عاشق يتجه صوب صالة المغادرة…وأي فرح ذاك الذي يسكن آخر دخل لتوه عبر صالة الوصول… شتان ما بين قادم ومغادر …وشتان ما بين سفر وسفر.. وشتان ما بين ابتسامة تصحح خارطة الحزن في دفتر محب ..وما بين ابتسامة ترتسم برضا على وجه آخر .
أما أنا فلا مجال للثانية عندي لأنني استودعتك فرحي مثلما استودعتني سرك ….فلا مجال عندي للبوح.. ولا حق لي في السعادة..
انتظرك بشغف الأطفال بالأعياد ….
بلهفة الأمهات على الأبناء …
وبحب لا تدركه اللغات.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية