الوزراء رؤساء القطاعات.. تعطيل أعمال الدولة!!
1
{ نقدّر النشاط السياسي المكثف الذي يقوم به نائب رئيس المؤتمر الوطني الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” خلال رحلاته الولائية، ولكني ألحظ أنه يصطحب معه وزراء مهمين مثل وزير النقل والطرق والجسور بصفته رئيس قطاع العاملين، وأحياناً بصفته وزيراً لوزارتين أساسيتين مدمجتين في وزارة (الطرق والنقل)، وأرى في ذلك استهلاكاً لوقت وطاقة هذا الوزير المسؤول عن قطاع حيوي بالغ الأهمية، قطاع معني بمشروعات البنى التحتية في السودان، وهي أساس النهضة والتنمية في بلادنا.
{ رئاسة قطاع العاملين بالمؤتمر الوطني يمكن أن يقوم بها خير قيام الكثير من القيادات بالحزب التي لا تشغل وظائف تنفيذية تحتاج لوقت وجهد كبيرين.
{ ذات المنطق ينطبق على حالة الوزير “معتز موسى” الذي أوكل له المكتب القيادي قبل أيام رئاسة القطاع الاقتصادي بالحزب!!
{ “معتز” يشغل أيضاً منصب الوزير لوزارتين كبيرتين هما الكهرباء والري تم دمجهما في وزارة واحدة، وهي أيضاً من الوزارات بالغة الأهمية وتعتمد على نجاح مشروعاتها نهضة الدولة وتقدمها، فمن غير كهرباء لن تقوم صناعة، وبدون ري منتظم ومستقر لا أمل في نهضة زراعية.
{ في ظل هذا الوضع المعقد للكهرباء والمياه، ما هو منطق قيادة المؤتمر الوطني في إضافة عبء جديد على أعباء الوزير “معتز”، وإذا كان الكثير من المواطنين غير معنيين بتوزيع الوظائف التنظيمية في الحزب الحاكم، فإنهم بالضرورة معنيون باستقرار خدمتي الكهرباء والمياه في ولايات السودان المختلفة.
{ أتعجب من أمر هذا المكتب القيادي.. أليس فيه رجال ونساء يتحدثون ويعترضون ويصوتون؟!
2
{ الأهم للحكومة والحزب الحاكم أن ينجز وزير الطرق المهندس “مكاوي” طريق (الخرطوم – مدني)، لا أن يرأس اجتماعات تنظيمية لقطاع عاملين ضاقت بهم سبل المعيشة ضيقاً ما بعده ضيق.
{ كل الإنجازات التي يمكن تحقيقها على الصعيد التنفيذي.. التنموي والخدمي تصبّ في النهاية في رصيد المؤتمر الوطني، لأن الحكومة حكومته في الغالب وكل ولاة الولايات من عضويته.
{ ولم تعد ساعات الدوام مع ساعات إضافية بالمساء تكفي أي وزير أو مدير لإنجاز ما بين يديه من مهام، وبالتالي يتم تأجيل عمل اليوم إلى الغد، ثم إلى الأسبوع المقبل.. والشهر القادم، وهكذا يتأخر تنفيذ المشروعات وتتعطل مراحل الاستراتيجيات، والسبب انشغال الوزراء بأعمال أخرى، سواء أكانت مشاغل حزبية أو أعمالاً خاصة.