أخبار

تفاصيل زيارة الرئيس المصري للبلاد .. “البشير” : اتفقنا على التعاون بلا سقف

رئيس الجمهورية : هذه الزيارة لها ما بعدها وهذا ليس كلاماً سياسياً تكتبونه وتحمله الرياح

الرئيس “السيسي” يبعث رسائل إيجابية من الخرطوم إلى جوبا ، أديس وأسمرا .. ويغادر اليوم
تقرير – ميعاد مبارك
بعد الرابعة عصراً ببضع دقائق وصلت طائرة الرئيس المصري المشير عبد الفتاح “السيسي” إلى الخرطوم، وكان في استقباله رئيس الجمهورية المشير “عمر حسن أحمد البشير”، في مراسم استقبال رسمية وسط حضور إعلامي كثيف وحشود أمنية سودانية ومصرية كبيرة.
رئيس الجمهورية ونظيره المصري عقدا قمة عند السابعة والنصف مساءً بالقصر الجمهوري ، خرجا بعدها على الإعلام مبشرين بعلاقات إستراتيجية لا سقف لها، وأكد “البشير” مخاطباً الإعلام: (هذه الزيارة لها ما بعدها وهذا ليس كلاماً سياسياً تكتبونه مانشتات ثم تحمله الرياح وسترون ذلك).
في مطار الخرطوم..
الأجهزة الأمنية السودانية احتشدت في مطار الخرطوم منذ أن خرجت شمس الخميس، الذي شهد حراكاً أمنياً كثيفاً استمر لأيام ،وعلى الجانب الآخر ، كان وفد المقدمة المصري حضوراً على متن طائرتين إحداهما عسكرية ،مدير المخابرات المصري “عباس كامل” بصحبته ثلاث سيارات مجهزة بأجهزة رصد وثمانية ضباط مصريين يرتدون زياً رمادياً موحداً تتعالى أصواتهم، وآخرون يرتدون بدلاً رسمية لتأمين الرئيس المصري..
منسوبو الأجهزة الإعلامية كانوا هناك بالقرب من الصالة الرئاسية ليس بينهم وبين الشمس حائل منذ الثالثة عصراً..أعداد السيارات والكوادر الأمنية كانت تتزايد والحضور لازال حال الترقب.. قبيل الرابعة بعشر دقائق وصل رئيس الجمهورية “عمر حسن أحمد البشير” مرتدياً بدلةً كاملةً رماديةً ترافقه السيدة الأولى “وداد بابكر” بثوب تتداخل فيه درجات الأخضر يصحبها الوفد المرافق.
بعدها بدقائق حطت الطائرة المصرية الثالثة التي تقل الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” والوفد المرافق له..في الرابعة وبضع دقائق بدأت مراسم الاستقبال الرئاسي، تدرج الرئيس المصري في سلم الطائرة برفقة حرمه التي كانت ترتدي بدلةً رماديةً أنيقةً، تبادل الرئيسان التحايا وكذلك السيدتان الأولتان، عزف السلام الوطني للبلد الضيف، تلاه النشيد الوطني السوداني،الكاميرات كانت تحيط بالرئيسين، في أجواء لم تخلُ من بعض الاشتباك بين الأجهزة الأمنية ومنسوبي الأجهزة الإعلامية، حيا “البشير” و”السيسي” الوزراء و السفراء ومنسوبي السلك الدبلوماسي لعدد من الدول الذين حضروا الاستقبال، سفراء دول الخليج ، ما خلا السفير القطري كانوا حضوراً، فضلاً عن طاقم السفارة المصرية.
وزراء الخارجية والدفاع والري والكهرباء ومدراء المخابرات كانوا وقوفاً في انتظار اكتمال مراسم الاستقبال،كذا سفير السودان في القاهرة السفير “عبد المحمود عبد الحليم”، الذي حضر للبلاد ونظيره المصري في الخرطوم “أسامة شلتوت”…الذي كان كثير الحركة أثناء الاستقبال..ملامح الجميع كانت هادئة لا تخلو من ابتسامة ماعدا وزير الخارجية دكتور “الدرديري محمد أحمد” الذي بدا متحفظاً .
بعد الاستقبال الرسمي توجه “البشير” والرئيس الضيف إلى الصالة الرئاسية بمطار الخرطوم، بعدها بدقائق خرج الرئيسان ،ليتوجه “السيسي” و الوفد المرافق له والموكب الأمني إلى الفندق وبعدها رئيس الجمهورية.
الأجهزة الأمنية كانت تحدد تحرك منسوبي الإعلام حتى خرج الوفد المصري ، بعدها حاول الإعلاميون استنطاق وزير الخارجية الذي كان يتبادل التحايا مع السفراء الأجانب، الذين كانوا حضوراً ، يجاوره مدير المخابرات الفريق أول “صلاح عبد الله قوش”… ووزير الخارجية “الدرديري محمد أحمد” لم يرد على الإعلاميين الذين أصروا على استنطاقه ليعتذر بعدها واعداً بالتصريح مساءً بعد المفاوضات.
“البشير”:هذه القمة لها ما بعدها…
الرئيسان “البشير” و”السيسي” عقدا مباحثات رسمية بدأت عند السابعة مساءً، واستمرت لما يزيد عن الساعة ،بعدها خرج الرئيسان ليقولا كلمتيهما أمام الإعلام.
رحب الرئيس “البشير” خلال كلمته بالرئيس المصري والحضور وخص بالتحية الإعلام، وقال: (زيارة “السيسي” تأتي في إطار التواصل المستمر، الذي ابتدره بعد توليه الحكم ، عندما كان عائداً من ماليبو ، مؤكدا مدى حرصه على العلاقة بين البلدين). وأضاف (تربطنا جغرافية وتاريخ مشترك وعلاقات أسرية واجتماعية ونهر النيل، ومعروف أن جسم الإنسان مكون من 75 في المئة ماءً، وهذا يعني أن شعبي السودان ومصر يتشاركان خمسة وسبعين بالمئة في أجسادهم )، وزاد رئيس الجمهورية :(اتفقنا على أن ننطلق بهذه العلاقة لأن تكون إستراتيجية لا سقف لها، اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية وأمنية وعسكرية ، فضلاً عن مشروعات الربط ،فقد تم الاتفاق على ربط السكك الحديدية التي قصد الإنجليز سابقاً عدم ربطها، واتفقنا أن نزيل كل العوائق في حركة الأفراد والسلع والمواد، ولقد كلفنا الوزراء المسؤولين بالجلوس ومناقشة هذه الملفات على أن نقوم أنا و”السيسي” بالتوجيه والتصحيح، وسنزيل أي عوائق . وأكمل “البشير” (الزيارة سيكون لها ما بعدها ولا أقول ذلك كتصريح سياسي ومينشتات تكتب وتحملها الريح) .
وأكد رئيس الجمهورية أن هذه الزيارة لها ما بعدها: قائلا: (ضيعنا بضع سنوات بسبب قضايا جانبية، ولكن علاقاتنا لا تحدها حدود وأكرر هذه الزيارة لها ما بعدها).

رسائل ضمنية في كلمة الرئيس المصري-
الرئيس “السيسي” خلال كلمته في التصريحات الصحفية المشتركة التي أعقبت القمة الرئاسية، قال :إنه سعيد بوجوده في السودان، واصفا إياه ببلده الثاني، لافتاً إلى أن المصريين يشعرون في السودان بأنهم في بلدهم، وأشاد “السيسي” بجهود الخرطوم لدعم العلاقات بين البلدين، وقال: إن اللجان المشتركة وآليات التعاون الثنائي بين البلدين تبذل جهوداً كبيرةً، وتجاوزت العديد من الصعوبات التي كانت تواجهها، وقال: إن البلدين يقفان على مشروعات قومية مشتركة في مقدمتها الربط الكهربائي بين البلدين، وتعزيز التنسيق والتشاور في مختلف القضايا المشتركة.
وقال الرئيس المصري: إن بلاده تدعم كل الجهود التي يبذلها السودان لتحقيق السلام والاستقرار في دول الجوار بما يحقق الرخاء لشعوب المنطقة، وقال :(تأتى زيارتي اليوم في إطار التوجه الذي بات ثابتاً وواضحاً في سياسة الدولتين الشقيقتين” .
وأوضح أن توجه الخرطوم والقاهرة أصبح جزءاً لا يتجزأ من توجهات البلدين الإقليمية والدولية والتنسيق الكامل بينهما والسعي المستمر لدعم المصالح الإستراتيجية المشتركة بين الشعبين والدولتين في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والمائية والثقافية، وزاد (إنه لا أحد يستطيع مهما حاول حصر كل ما يجمع بين شعبينا، ولا أبالغ إذا قلت إن ما يربط بين بلدينا من علاقات وتاريخ ووحدة في المسار يندر أن يتكرر بين أي دولتين وشعبين على مستوى العالم).
وأشاد “السيسي” بجهود السودان في تسوية النزاعات الإقليمية وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ونوه إلى أن أمن واستقرار وتنمية دول الجوار والإقليم تعود بالنفع على كل الأطراف.
وتعهد بدعم التطورات الإيجابية بين إثيوبيا وأريتريا حتى إحلال السلام والاستقرار والتعاون البناء بين البلدين، ودعم المفاوضات في دولة الجنوب وصولاً لسلام شامل بين الأطراف.

الرئيسان على إيقاع النوبة
رقص الرئيسان بعد التصريحات الصحفية على إيقاع الفرقة النوبية والأغاني الوطنية. كلمة الرئيس المصري-رسائل ضمنيه-… “السيسي” خلال كلمته في التصريحات الصحفية المشتركة التي أعقبت القمة الرئاسية المشتركة، قال: إنه سعيد بوجوده في السودان ، وقال إن اللجان المشتركة وآليات التعاون الثنائي بين البلدين تبذل جهوداً كبيرةً وتجاوزت العديد من الصعوبات التي كانت تواجهها، وقال : إن البلدين يقفان على مشروعات قومية مشتركة في مقدمتها الربط الكهربائي بين البلدين، وتعزيز التنسيق والتشاور في مختلف القضايا المشتركة.
وقال الرئيس المصري: إن بلاده تدعم كل الجهود التي يبذلها السودان لتحقيق السلام والاستقرار في دول الجوار بما يحقق الرخاء لشعوب المنطقة، وقال: “تأتى زيارتي اليوم في إطار التوجه الذي بات ثابتاً وواضحاً في سياسة الدولتين ” .

برنامج اليوم ..
يلتقي الرئيس المصري صباح يوم زيارته الثاني بالنائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء الفريق أول بكري حسن صالح ، بعدها سيلتقي بعض المثقفين والمفكرين ثم الأطراف الجنوبية على أن يغادر البلاد عند الحادية عشرة من صباح اليوم الجمعة حسب الجدول المعلن للزيارة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية