الحرب القذرة!!
قد أصبحت الساحة السياسية تنوء بأثقال قذارة الأسلحة التي يتم استخدامها في حروبات المصالح وتصفية الحسابات والاستغلال البشع لتوجه الدولة للحرب على الفساد والمفسدين.. وقد أشاعت مناخات استدعاء وتحري السلطات مع المشتبه في تورطهم وولوغهم في الفساد كشف حال البعض ومحاكمة آخرين في الرأي العام قبل وصولهم للقضاء.. وإذا كانت أطراف الصراع في بنك الثروة الحيوانية قد فتحوا أسرار البنك وتم عرض كل ملابسه الداخلية للعامة.. فإن الأطراف المستفيدة من البنك نشطت في تبرئة البعض وإدانة آخرين.. وإشاعة المستندات الخاصة بالمصرف للإعلام ووضعها في قارعة الطريق لتنتاش الجامعات المتصارعة بعضها البعض.. أما لإثبات فساد السلف الذين لا يعني بالطبع نزاهة الخلف وأما للتغطية على ما ينبغي تغطيته فيما يعرف (بتشتيت) الكورة أو (تغبيش) وعي العامة.. وتحت أقدام الأفيال المتصارعة تموت حشائش.. وتندثر قيم.. وتتعرض أسر عريقة وعفيفة ونزيهة إلى التعريض بسمعتها.. وإذا كان د.”بشير آدم رحمة” القيادي في حزب المؤتمر الشعبي ورئيس مجلس إدارة البنك السابق قد حصل على شهادة من مدير البنك الحالي تبرئ سجله من تعثر عمليات مصرفية بينه والمصرف.. ويستطيع د.”بشير آدم رحمة” عقد المؤتمرات الصحافية.. والرد على الذين (اتهموه) في ذمته الآن في وقت كانت الحكومة في سنوات مضت تنقب وتبحث عن أي شائبة تنال بها من خصمها حينذاك وهي بتقلب بين القضبان مسجوناً بالتحفظ ولو وجدت السلطة حينذاك في ملف “بشير” ببنك الثروة الحيوانية ما يضعه في طائلة المشتبهين لما انتظرت حتى اليوم.
ويملك “هاشم محمد خير” الشهير بـ”هاشم كراتيه” أو “هاشم الرواسي” القدرة على التقاضي وانتزاع حقوقه إذا تعرض لظلم أو تجني.. و”هاشم محمد خير” رجل أعمال ثري وشخصية سياسية واجتماعية نافذة في مفاصل التنظيم الإسلامي.. ولن يعجز عن الدفاع عن نفسه، ولكن الأسى والحزن العميق لرجل أمة وشخصية تاريخية ورمز وطني مثل الشيخ الراحل “حامد الجبوري” زعيم قبيلة المسيرية الذي بات لا يمكن الوصول إليه حالياً.. ولا بمقدوره الدفاع عن نفسه وطرف من المتنازعين على ثروة بنك الثروة يزج باسمه ضمن الذين تسببوا في الخسائر التي تعرض لها البنك في آخر الزمان.. وتحت أقدام الأفيال المتصارعة يتم نشر اسم رجل بين يدي الله ظلماً وتجنياً بأنه من أصحاب العمليات المتعسرة.. منذ متى كان “حامد الجبوري” يقف أمام موظفي المصارف طمعاً في تمويل عقاري أو تمويل زراعي أو قرض حسن أو غير حسن؟
حتى يشهر به وهو في الدنيا الآخرة.. ويجد ابنه المهندس “الفاضل حامد الجبوري” صاحب التسجيلات الشهيرة نفسه (مضطراً) للدفاع عن والده الراحل “حامد الجبوري” وهو والدنا جميعاً نشهد له بعفة اللسان.. وسترة الحال وبياض السيرة ونظافة السريرة حتى رحل عن هذه الدنيا.. ولكن جزاء “الجبوري” أن صقور بنك الثروة الحيوانية تنهش عظام الأموات والأحياء في سبيل الدفاع عن مصالحها، السؤال هل تعثر رجال الأعمال أو المواطنون العاديون في سداد أقساط عمليات المرابحة أو المشاركة جريمة يعاقب عليها القانون؟ وهل الاقتراض من البنك يضع المقترض في زمرة (القطط السمان) دعوا القطط تآكل من خشاش الأرض وافتحوا خشوم التماسيح سيجدون ما لا يخطر على بال أحد.. واتركوا الأموات لربهم ولـ”حامد الجبوري” رجالاً يدفعون الديات.. ويصلحون البلدات فابحثوا عن قططكم وتمسايحكم بعيداً عن الشرفاء الأطهار!!