شعراء سودانيون يكفكفون دموع رئيسة كرواتيا.. والخرطوم هادئة أثناء المباراة الختامية
فرنسا اقتنصت الكأس الغالي بمنتخب من الأفارقة المهاجرين.. كيف ودع السودانيون كأس العالم؟
الخرطوم – نهلة مجذوب
ﺃﺣﺮﺯﺕ ﻓﺮﻧﺴﺎ لقب ﻛﺄﺱ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ روسيا 2018 والثاني في تاريخها ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﻧﻬﺖ ﺣﻠﻢ ﻛﺮﻭﺍﺗﻴﺎ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻟﻘﺒﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ بتغلبها ﻋﻠﻴﻬﺎ 4-2 ﻓﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ترقباً وﺍﻣﺘﺎﻋﺎً، رغم ما صاحبها من أحداث كثيرة أبرزها أن ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻌﻜﺴﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻛﺄﺱ ﻋﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ، والذي زاد حصة فرنسا من الأهداف ﻭﺃﻭﻝ ﻗﺮﺍﺭ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﺣﺘﺴﺎﺏ ﺭﻛﻠﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﺋﻲ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻏﻀﺐ ﻛﺮﻭﺍﺗﻴﺎ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ، وشوهدت الجماهير الغفيرة التي كانت تملأ معظم الملعب بزي كرواتيا ذي اللونين المميزين الأحمر والأبيض.
وعاشت العاصمة المثلثة الخرطوم أمس الأول ومنذ الظهر حتى المساء هدوءاً قسرياً، وخلت على غير العادة شوارعها منذ الرابعة عصراً من ازدحام السيارات والمارة ولوحظت حركة اهتمام بالغ لمتابعة نهائي كأس العالم بأماكن العمل والشوارع والجامعات والأسواق وغيرها. وتابع المئات المباراة في الصالات والكافيهات والمطاعم والأندية وآلاف في بعض مساحات بالخرطوم وأم درمان.
وخيمت الأحزان بعدم ظفر كرواتيا بالكأس على بعض السودانيين الذين كانوا يشجعون كرواتيا، ويتوقعون حصولها على الكأس التي هي من الذهب الخالص.
وتابعت (المجهر) لحظات عاشتها الجماهير السودانية التي كان بعضها يشجع كرواتيا وبعضها يتعاطف مع فرنسا، ولاحظت بالمطعم الأميري بالخرطوم، الذي ضج بحضور كثيف داخل صالاته وسطوحه للأسر بصحبة أطفالها وحضور الجنس اللطيف بكثافة، وكان عدد من الفتيات قد رسمن شعار المنتخب الفرنسي على وجوههن كذلك بعض الأطفال، وظهرت أعداد قليلة من الشباب كانوا يشجعون فرنسا، ومنذ الدقيقة (22) غادرت معظم الأسر وأطفالها مأسوفة على موقف كرواتيا الذي كان بعيد المنال للتتويج بالكأس.
كما لم يكمل كثيرون مراسم التتويج وتسليم الكأس التي ينتظرها الجميع بشغف.
وأبدى عدد من المواطنين لـ(المجهر) أنهم كانوا يشجعون كرواتيا لما قدمته من لعب رائع وتفوق على فرق كثيرة خلال البطولة.
كذلك كان الحماس والشعور بفوز المنتخب الفرنسي باهتاً حتى مشجعيه لم يبدوا تفاعلاً كبيراً وعظيماً أثناء وبعد ولحظة التتويج بالكأس التي حملها النجم الفرنسي ديديه، وإن كانت الجماهير متحمسة لكرواتيا حتى لحظة الهدف الأول للتعادل أحدثت ضجة ودوياً سمع في أنحاء الخرطوم.
كما لم تكن هنالك احتفالات صاخبة من قبل الجماهير السودانية التي عادة ما تحتفي بالفائز بالكأس، ولكن كثيرين عزوا ذلك لأن معظم الشعب السوداني مولع بتشجيع فرق بعينها هي البرازيل والمانيا وانجلترا والأرجنتين ونيجيريا، كما لم يخفِ الغالبية العظمى ميولهم لمنتخب كرواتيا، وقالوا إنهم فتنوا بمستوى لاعبيه وبرئيسته التي تابعت المباريات الختامية، والجماهير الكثيفة التي التفت حوله من جميع أنحاء العالم، وأكدوا أنه حال فوز كرواتيا باللقب لخرجت الخرطوم عن بكرة أبيها وجابت شوارعها فرحاً بالفوز.
كما أن فوز فرنسا له جمهوره وعشاقه خاصة وأن المنتخب يضم عدداً من الأفارقة وهو الأمر الذي جعل البعض يتعاطف معها في السودان، وقالوا إن انتصار فرنسا وفوزها هو في الحقيقة فوز لأفريقيا.
وكان قد تبارى عدد من الشعراء في نظم أشعار الرباعيات والدوبيت بشيء من اللطافة والرقة والعذوبة والسخرية والفخر وغيره وجابت وسائط التواصل الاجتماعي منذ ظهور وتقدم المنتخب الكرواتي وقتاله وانتصاراته المتوالية حتى بلوغه مباراة التتوبج بكأس العالم التي حلم بها شعبه ومحبوه، وذلك في حضور رئيسة البلاد الذي يعتبر محفزاً وملهماً خاصة بعد بلوغ الفريق ربع النهائي، واجتذبت بحضورها البهي وإطلالة أناقتها وسحر ابتسامتها وحماس تشجيعها لمنتخبها، وقد لفتت الرئيسة بذلك الأنظار وحظيت بطوق من الحُب والتقدير والاهتمام في ختام المونديال.
وعطفاً على خروج كرواتيا غير المتوقع ولحظة ذرف الرئيسة الدموع أثناء التتويج وحزنها وجمهورها العميق عقب خسارتهم من فرنسا وعدم خطف اللقب والكأس الذهبية، عبر عدد من الشعراء عن شعورهم وحال كثيرين ليلتها لعشقهم الحقيقي لمنتخب كرواتيا ليلتها ونشير لأجزاء من ما كتب عن الرئيسة وملحمة مباراة الكأس..
وكتب الشاعر ود مسيخ قائلاً:
حال الدنيا يا الخدك سماحة بضوي مابتدي الحريف أصلا قدر ما يسوي
في أولادك بشوف إخلاص وعزمأ قوي بيهو استاهلو الكأس البيحمل جوي..
ما تهتمي يا البيك سعدت الأبصار ومبروك كاسبة فرساناً بخوضو النار..
بي حقك فرنسا اتمتعت بوبار جبتيلم هدف والتاني جابو الفار..
بعد طارو الكبار كان نعتبر ونقيس ونعرف انو لابد من تفوز باريس..
قول لي المالكة بنوت جيلة قامة وديس الحظ إن عكس ما بنفع التحنيس..
عشقناكم رجال فيهم سلاط وعزيمة وهتفنالكم عشان حب الوطن والقيمة..
الحاضرة اللعب ما جابو ليها نميمة بتاخد تارة في قطر الحماها تميمه لعبتو لعب رجال مالياهم الوطنية..
كما ظهرت العديد من أشعار المواساة لرئيسة كرواتيا التي فتن بها العالم في المونديال منها
بنحيي الرئيسة الغالية رغم الفنسة عادي وعادي جدا.. بكرة تكبر تنسى أمبابي..
انطلق كنس المشاعر كنسة والحق ما عليك غلطانة ذاتو فرنسا..
امسحي دمعتك رغم الظروف العاتية وإنتي عشان بلادك للتقدم راتية ما دام اللقب ..فارق ديار كرواتيا تبقى الفيفا غلطانة ومؤكد خاتية..
ما يهمك أكيد كرواتيا أمة فتية وافخري يا أم ضراع يا أرقى كرواتية..
ونظم الشاعر عماد المتمة :
ماتهمك خسارة يالطلتك تشريفة ياست الحسان القاسي لي توصيفا توجناك أميرة في قلوبنا ماكي وصيفة شن دايرابو تاني تتويج يكون بالفيفا..
ما تشتغلي بيهم الفرنسة الشمات صفقي فوق عديلك ووزعي البسمات الكاس مامهم خلي اليفوت أن فات وكاسات الجمال حصرية لي الكروات.