سواطير الحاج آدم!!
{ قال الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية أمام مجلس تشريعي ولاية الخرطوم وليس أمام حشد جماهيري في حوش بانقا أو قرية معتوق، إن السودان مستعد لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ورسم السيد نائب الرئيس صورة عن استعداد الشعب السوداني لمواجهة الصلف الأمريكي بالقول (لحظة اعتداء إسرائيل على مصنع اليرموك كان هناك مواطنون مشمرين سواعدهم بسواطير لحظة الاعتداء وقالوا لينا خلوهم ينزلوا لينا تحت)، أعادت الحادثة وحديث السيد نائب الرئيس قصة قديمة لمحافظ الدلنج بجنوب كردفان المفجوعة الآن حينما تم الاعتداء على مصنع (الشفاء) للأدوية، حينها أعلنت الحكومة التعبئة العامة، وذهب السيد المحافظ لأهل قرية السنجكاية قبل أن تنفصل من الدلنج وتصبح إدارية تابعة لمحلية الفوز، خاطب المحافظ المصلين في المسجد وطالبهم بالاستعداد لمواجهة الولايات المتحدة التي ضربت مصنع (الشفاء) وهو يرتدي بزة عسكرية كاملة، وبعد خطبته الحماسية خرج من بين صفوف المصلين إعرابي بليغ اللسان، فقال للسيد المحافظ: (نحن أمريكا لا نستطيع حربها في السماوات المفتوحة والحكومة حتى الآن لا تعرف من ضربها في الخرطوم، وهل تم ضرب المصنع بالصواريخ أم بالطائرات، نحن في السنجكاية لدينا مشاكلنا الخاصة من نقص في المياه وتردٍ في البيئة التعليمية، ولن نستطيع خوض معركة مع العرب، لكن إذا جاء الأمريكان لأرضنا وشفناهم خواجات بيض إذا خوفنا منهم تحرم علينا زوجاتنا، لكن يا السيد المحافظ أمريكا في السماء دا شعراً ما عندنا ليه رقبة).
السيد نائب الرئيس يعيد قصة المحافظ نصاً بنص وهو يتحدث أمام المجلس التشريعي لولاية الخرطوم، وبالتالي يفترض أن يتحدث عبر خطاب مكتوب وليس خطاباً ارتجالياً يعترف فيه بدعم الحكومة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ويصر السيد نائب الرئيس على استمرار دعم الحكومة لحماس، ويضيف إليها جماعات أخرى وصفهم بأنهم (أي طالب حق ضد الظلم) مثلما أعلن السودان من قبل دعمه لشعب (هايتي) وملأ الدنيا وشغل نفسه بالشعب الهاييتي والذي ربما لم يسمع من قبل بدولة اسمها السودان.
{ مصائب السودان على كثرتها يأتي بها المسؤولون أولاً بأحاديثهم غير المسؤولة في المنابر العامة، وقد اتهم السودان بارتكاب جرائم حرب في دارفور بسبب خطابات ملتهبة على شاكلة (ما تجيبوا حي أكلو ني)، وكثير من مفردات اللغة العنترية التي ما قتلت ذبابة منذ حقبة المواجهة الحقيقية مع (إسرائيل) وحتى حقبة التطبيع والدول العربية والإسلامية التي تدعم حماس بالسلاح والمال صامتة لا تباهي بدعمها لأصحاب حق انتهك، ولكنهم يدعمون سراً و(ينكرون) جهراً، والسودان الذي فشل في القضاء على حركات التمرد في (دارفور) و(النيل الأزرق) غير قادر على خوض حرب مفتوحة مع (إسرائيل) و(الولايات المتحدة)، ولا مصلحة للشعب السوداني في خوض هذه الحروب ولا يرغب فيها، ولكن “د. الحاج آدم يوسف” في حماسته يريدنا دولة مواجهة نحمل سواطيرنا وندعي (الرجالة) في مواجهة تقانة متطورة وسلاح أمريكي فتاك، يخترق كل أنظمة الدفاعات المتقدمة ويصل لأهدافه بيسر، ولا تستطيع دولة عربية أو إسلامية (إيران) أو غيرها حماية نفسها من خطر السلاح الإسرائيلي، فكيف بحال شعب خرج يحمل (السواطير) أن يدافع عن نفسه؟!!