هل “البشير” يشجع “كرواتيا”؟
زيارة الرئيس “البشير” إلى موسكو لإجراء مباحثات مهمة مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ومشاركته في حفل نهائي كأس العالم مع العشرات من رؤساء وزعماء دول العالم، هو رسالة متعددة المعاني والعناوين، تؤكد صلابة موقف السودان في مواجهة ما يُسمَّى بالمحكمة الجنائية الدولية التي عادت مرة أخرى لتحريك ملف عدوانها واستهدافها للسودان.
روسيا دولة عظمى، وهي ليست عضوة في (نظام روما) ولا تعترف بالمحكمة الجنائية، شأنها شأن الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن الأخيرة تزايد في مواقفها السياسية والدبلوماسية، وتحاول استغلال وتوجيه محكمة (سياسية) هي ليست عضوة في نظامها بل وترفض الاعتراف بها !!
الموقف الروسي أكثر تناسقا واتساقا مع القانون الدولي ومع القيم السياسية والمبادئ الدبلوماسية، فهي لا تعترف بالمحكمة ولا تتعامل معها، بينما أمريكا تقاطع هذه المحكمة وفي ذات الوقت تستغلها لتنفيذ أجندتها السياسية تجاه السودان، بالضغط على حكومته، بحثاً عن مصالحها في دولتنا وتحقيق إستراتيجيتها في المنطقة، وليس حماية للعدالة والقانون الدولي !
الرئيس “البشير” وصل “موسكو” أمس، ويجتمع بالرئيس “بوتين” قبل مباراة نهائي كأس العالم (فرنسا – كرواتيا) المقررة مساء غدٍ . (أتوقع أن يشجع الرئيس “البشير” والوفد المرافق له منتخب “كرواتيا”).
الوفد المرافق للرئيس يضم بالإضافة إلى مساعد الرئيس المشرف على العلاقات مع دول (البريكس) الدكتور “عوض الجاز”، وزير الدفاع الفريق أول ركن “عوض ابن عوف” ومدير هيئة التصنيع الحربي، ما يشير إلى أن مباحثات عسكرية مهمة ستجري بين الطرفين السوداني والروسي.
لقد ظللت أكتب في (شهادتي لله) منذ (7) سنوات، عن ضرورة الاتجاه شرقاً، وتطوير علاقات السودان مع روسيا، ولم تفعلها حكومتنا إلا قبيل عامين (وزير الخارجية السابق البروف “غندور” قال موجها خطابه لي قبل عامين في لقاء مع رؤساء التحرير بداره: دا شغلك يا أخ الهندي).
تأخرت حكومتنا كثيراً في توثيق عرى هذه العلائق وظلت تنتظر السراب الأمريكي سنوات طويلة.. وما تزال.
ولكن عزاءنا في الحكمة الراسخة: (أن تأتي متأخراً.. خيراً من ألا تأتي).
الرئيس “البشير” لم يذهب إلى “موسكو” ليستمتع بمباراة كرة قدم يمكنها متابعتها بصورة أفضل من على شاشة (HD) في غرفة نومه، لكنها رسالة للاتحاد الأوربي ولفرنسا راعية المحكمة الجنائية التي يلعب منتخبها مباراة النهائي، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
سبت أخضر.