أخبار

الجنرال في الجبل

الزيارة المهمة التي قام بها الفريق أول “كمال معروف” رئيس أركان القوات المسلحة لحاميات ورئاسات الفرق في كل من الجنينة ونيالا وزالنجي.. من الزيارات المهمة جداً.. ولم تقتصر على رئاسات الفرق ولقاء القادة والولاة والمسؤولين التنفيذيين إنما أتجه الفريق “كمال معروف” إلى تفقد الجنود المرابطين في جبل مرة الذين تصدوا ببسالة لهجمات شنها آخر جيش للمتمرد “عبد الواحد محمد نور” في جبل مرة.. وبث الإعلام العسكري صوراً لرئيس الأركان وسط غابات جبل مرة.. وبين الجنود المقاتلين يحدثهم عن دورهم في حماية تراب الوطن ويبعث برسائل للمتمردين يدعوهم للإقلاع عن الرهانات الخاسرة.. والانحياز لخيار السلام دون شروط مسبقة.. والحماس الذي استقبل به رئيس أركان القوات المسلحة يعيد للأذهان صورة الفريق “معروف” وهو يجول وسط المقاتلين وعلى خطوط النار في معركة هجليج التي كان الجنرال فارسها وقائدها الذي تصدى لجيش دولة الجنوب الذي أعد للقضاء على آبار النفط هناك.. بيد أن القوات المسلحة دحرت الهجوم واستعادت هجليج في رابعة النهار.. وصور الجنرال “معروف” وسط الجنود وفي خطوط النار الأمامية غير آبه بخطر التمرد الذي يمكن أن يتسلل بين الصخور والأودية وكثافة الأشجار في جبل مرة، وينفذ عملية (اصطياد) انتقائية.. وهو ذات منهج الراحل “إبراهيم شمس الدين” في القيادة المتقدمة، وعندما يقاتل الجندي ويجد قائده بالقرب منه.. يتحقق النصر مهما كانت قوة وعتاد العدو.. ومعارك صيف العبور التي خلدها التاريخ في صحائفه ما كانت تحقق النجاح المرجو منها إذا لم يتصدَ الشهيد “إبراهيم شمس الدين” بنفسه لقيادة المتحركات يهبط بالطائرة المروحية أمام ووسط وخلف القوة المتحركة يجلي الجرحى.. ويأكل العصيدة مع المقاتلين والمجاهدين ويحثهم على الثبات لأن موعدهم الجنة.. حتى دخل الرعب قلوب المتمردين وانهزموا قبل أن يخوضوا بعض المعارك.. وفي رمضان الماضي حدثني الشيخ “علي عثمان محمد طه” في جلسة بمنزله عن اعتراف لـ”جون قرنق” بين يدي مفاوضات نيفاشا، وقال لشيخ “علي عثمان” (أنتم الناس الهزمونا ديل جبتوهم من وين؟)..
وفي جبل مرة اليوم يعد بقايا التمرد لمعارك في فصل الخريف. وفي محاولة أخيرة لإعادة الروح للتمرد.. خاصة بعد أن نجحت الأمم المتحدة في انتزاع موافقة (حكومتنا) من غير أي مبرر على نقل قوات اليونميد قاعدتها العسكرية لمنطقة قولو بجبل مرة، وهي خطوة لإنفاذ التمرد من الهلاك الذي يحيط به.. وحاولت قوات “عبد الواحد” أو ما تبقى منها مهاجمة بعض القرى والإعلان عن وجود لها في جبل مرة.. وأعادت مزاعم استهداف المدنيين.. والحديث عن أوضاع إنسانية.. ولكن القوات المسلحة نجحت في إحباط المخطط بهزيمة التمرد في الميدان وتأمين قرى العودة الطوعية والانتشار في قولو وسرونق.. وحماية الكهوف.. والطرق المؤدية لغرب وشمال دارفور.
وتشكل زيارة الفريق “كمال معروف” وأعضاء هيئة القيادة المشتركة لتلك المنطقة هزيمة معنوية للتمرد الذي (يحاول) الحياة بعد الموت.
والقوات المسلحة التي قضت على قوات “مناوي” وجعلت العدل والمساواة خارج الخدمة بفضل جنودها المقاتلين.. وقيادتها التي تخوض معها غمار المعارك من حيث تقع.. وشكراً للجنرال “معروف” والوزير “عوض بن عوف” وقواتنا المسلحة قد أصبحت قوة ضاربة ورقماً كبيراً في الإقليم والقارة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية