أخبار

اليرموك (1)

{ هل حقاً أصبح السودان هو الدولة الثانية في المواجهة مع إسرائيل بعد إيران؟ وهل هذا الموقع المتقدم يشرفنا كسودانيين أم يثير فزعنا ومخاوفنا؟ وهل من سبيل لمواجهة إسرائيل كما اختارت هي بتماديها في تنفيذ ضرباتها داخل الأراضي السودانية بدقة متناهية؟ وهل الضربة التي وجهتها إسرائيل لمصنع (اليرموك) جنوب الخرطوم قبيل عيد الأضحى بيومين رسالة فقط للسودان مع رسالة لدول أخرى؟؟
أسئلة كثيرة تداعت في الساحة بعد الهجوم الإسرائيلي على مصنع (اليرموك) والإجابة ليست سهلة ولا هي شأن حكومي بقدر ما هي تحدٍ لهذا الشعب الذي يسعى لأن (يعيش) أولاً ثم (ينتصر) في معاركه الخارجية قبل الداخلية، وقد تبدى الاضطراب الحكومي في البيانات المتناقضة رغم أن أول اتصال هاتفي من الأراضي السودانية وحينها كنا في (المدينة المنورة) أبلغنا به الأخ “هاشم هارون” رئيس اللجنة الأولمبية السودانية، قد حدَّد بدقة كيف هجمت طائرات في هجعة الليل على مصنع (اليرموك)، وكيف تعرضت منازل قاطني أحياء (أبو آدم) وغيرها للفزع جراء الانفجار الضخم.
{ الحكومة (زجت) بـ”الصوارمي خالد سعد” في لجة البيانات العجولة، فأضحى هذا الضابط المهذب في نظر الشعب كالصحاف في العراق، والصوارمي ينطق بلسان غيره ووظيفته جعلته في مرمى النيران (فلا تكذبون) الرجل على ما تمليه عليه الجهات العليا في الدولة والتي اعترفت بعد فترة طويلة بالهجوم الإسرائيلي حتى تساءل الشعب لمصلحة من تغطى الحقائق بثوب من البيان فاقدة المصداقية، ولندع أخطاء الحكومة جهة ونذهب لمرامي الهجوم الإسرائيلي والذي لم تعترف به دولة الكيان الصهيوني حتى اليوم وهذا سلوكها القديم منذ ضرب المفاعل النووي العراقي وحتى ضرب السيارات في شرق السودان واستهداف بعض الشخصيات السودانية.
{ الحكومة الإسرائيلية صوبت بصرها نحو السودان منذ أن أخذت أجهزة المخابرات الغربية تتحدث عن تسرب السلاح لحركة المقاومة الإسلامية حماس عبر منافذ بحرية في شرق السودان وعبر السلاح المهرب بواسطة عصابات كل الأراضي المصرية حتى يصل سيناء ومن ثم لأيدي المقاومة الفلسطينية، فلماذا لم تستهدف إسرائيل تجار السلاح المزعومين في سيناء أو الأراضي المصرية؟ هل اختارت إسرائيل الحلقة الأضعف في مواجهتها لتسرب السلاح؟ أم إسرائيل التي تبدي انزعاجها الشديد من التطور النووي الإيراني اختارت تجريب قدرتها على الوصول لمسافات تماثل المسافة بين (تل أبيب) ومواقع المفاعلات النووية الإيرانية؟ فالسودان يبعد عن إسرائيل (1900) كلم وكذلك (إيران) تبعد (2000) كلم، فهل إسرائيل وجهت رسالتها لـ(إيران) عبر الوصول لمصنع (اليرموك) للأسلحة الخفيفة في السودان والهدف الحقيقي الذي أخفته هو تهديد (طهران) وإبلاغها بإمكانية وصول الطيران الإسرائيلي لأرضها مثلما وصل إلى السودان؟ هذا طبعاً بافتراض أن الصواريخ أو الطائرات الإسرائيلية انطلقت من (تل أبيب) وليست من مكان قريب من البحر الأحمر مثلاً حيث القواعد الأمريكية حول عصب والجزر الثلاثة والقاعدة الفرنسية قبالة السواحل الجيبوتية.
نواصل..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية