أخبار

من أرض الحرمين!!

{ عُدت أمس من الأراضي المقدسة بعد أداء فريضة الحج (متعجلاً) لأسباب عامة وأخرى خاصة، رغم طعم وحلاوة الصلاة في الكعبة ومسجد الرسول الحبيب (صلى الله عليه وسلم) في المدينة المنورة، ومناخات الحج هناك تجدّد في الإنسان الحيوية والنشاط، والحج رهق وعناء وبذل وتضحية وإعداد بدني للمسلم لمواجهة المشاق والمصاعب رغم محاولات البعض لجعل الحج رحلة سياحية.. لكن أداء الشعائر من طواف الكعبة والسعي بين الصفا والمرة والوقوف بعرفة والمبيت بمنى والنزول بمزدلفة فرض عين وسنة وواجب على كل حاج.
{ عُدت (متعجلاً)، والعمل عبادة، وقد انتهت عطلة العيد بالأمس وباشر العاملون في القطاعين الخاص والعام أعمالهم إلا من حالت بينه والعودة من الولايات (تعثر) وسائل النقل أو (تكاسل) و(تسيب) عمداً حتى ينقضي الأسبوع.. وكثير من السودانيين لا يبالون (بقيم) الالتزام بالقانون ولوائح الخدمة المدنية وينالون أجوراً رغم ضعفها بغير وجه حق.. والعمل في حقل الإعلام والصحافة يجعل الإنسان أكثر ارتباطاً بمؤسسته وقرائه.. لذلك حرصت على العودة من الأراضي المقدسة قبل أن يعود بعض العاملين من الولايات البعيدة والقريبة.
{ تميز حج هذا العام حتى اليوم بانسياب عمليات التفويج من قبل شركة (سودانير) بدقة متناهية، وقد نجحت (سودانير) في نقل الحجيج من السودان إلى الأراضي المقدسة في يسر وانضباط كان مفقوداً لسنوات طويلة مضت.. كما أن الخبرة التراكمية لوزارة الإرشاد ممثلة في إدارة الحج والعمرة وهيئة ولاية الخرطوم قد نجحت في تذليل المشاكل التي كانت تواجه الحجاج من قبل كالتنقل بين المشاعر ببصات متهالكة وقديمة والتلاعب في إعاشة الحجاج بتقديم وجبات غذائية تثير احتجاجات الحجاج سنوياً.. في هذا العام لم نشهد حتى لحظة العودة تذمراً وسط الحجاج أو احتجاجات إلا من قبل إدارة هيئة ولاية الخرطوم التي يقودها الأستاذ “علي شمس العلا” على تأخير جدولة عودة حجاج الولاية من قبل (سودانير) بسبب نفوذ حجاج القطاع السياحي والمؤسسات الذين (يغادرون) الخرطوم في الأسبوع الأول من ذي الحجة ويسعون للعودة قبل الآخرين، وبما يملكون من نفوذ وسلطة يحصلون على حقوقهم وحقوق غيرهم من الولايات الضعيفة، فإذا كانت ولاية الخرطوم تشكو من نفوذ القائمين على الحج السياحي فما حال ولايات دارفور والشمالية؟!
{ والشيخ المطيع الأمين العام لإدارة الحج والعمرة الاتحادية يطمئن الجميع بأن الثامن والعشرين من ذي الحجة الحالي هو آخر يوم لعودة الحجيج من الأراضي المقدسة.. لكن (سودانير) التي أشرقت شمسها في النصف الأول من حج هذا العام، (ليتها) تخرج بالنصف الآخر كما بدأت الأول وتطوي صفحاتها القديمة من الفشل والإخفاق، خاصة وإدارة (سودانير) الجديدة تملك رغبة في تقديم صورة بديلة لصورتها النمطية القديمة.. وكل عام وأنتم بخير!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية