أخبار

صور شتى

#زرت كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، لمدة يومين فقط وبعد استقبال المدينة لواليها الجديد بأسبوع واحد، ووداع الوالي السابق اللواء “عيسى آدم أبكر”، ومجالس المدينة في الأتراح، والمآتم على كثرتها ومجالس الأفراح على قلتها مشغولة بالسياسة من يأتي للوزارات ومن يذهب؟ وهل يبدل الوالي حكومته أم يبقى عليها؟ وكيف يتصدى لقضايا السلام وتوفير مدخلات الموسم الزراعي والجازولين بصفة خاصة بعد أن خفت نسبياً مشكلة البنزين.
الوالي الجديد هناك انقسام حوله البعض يعتبره بداية لحل مشاكل الولاية، ويقول هؤلاء إن الجنرال “مفضل” يستطيع إقناع الخرطوم بأن لا سلام من مفاوضات ولا مفاوضات ناجحة من غير تقديم تنازلات، وكل هذا بيد الرئيس و”مفضل” بنفوذه وقربه من دوائر الدولة العليا كفيل به.
الفريق الآخر يعتقد أن الولاية مشكلتها سياسية في الأساس، ولا حل إلا بإعلاء الاعتبارات السياسية على الاعتبارات الأمنية، وشخصية الوالي “مفضل” تميل للعمل من خلال دوائر مغلقة تجعل فرص نجاحه ضئيلة جداً.
#من أكثر ما يحزن المرء ويخيفه على كادقلي في الوقت الراهن التصدعات والشروخات العميقة وسط قادة الإدارة الأهلية من أمراء ومكوك وعمد ولعبة السياسة دورها في تعميق الشروخات في جدار الإدارة الأهلية، التي وقف بعض الأمراء في أخريات أيام الوالي السابق، مساندين له وداعمين لبقاء الوالي وتجديد الثقة فيه، وفي ذات الوقت اتخذ بعض زعماء الإدارة الأهلية موقفاً مناوئاً للوالي السابق، ورافعين أصواتهم حتى أمام كبار رجال الدولة، مطالبين بذهاب الوالي السابق، وكلا الفريقين يقف من ورائهما بعض الساسة الناشطين سياسياً وبكل أسف تعمق الخلاف بعد وصول الجنرال “مفضل” وأسفر الخلاف الجهير عن صورة شائهة أمام الوالي في اجتماعه بالإدارة الأهلية، التي أصبحت في جنوب كردفان مطية لأصحاب الاحتياجات الخاصة، ينفذون بها أجنداتهم عبرها يركبون كرسي الحُكم ومن خلالها يعيشون حياتهم.
وإذا كانت الإدارة الأهلية قد تصدعت وباتت لعبة في أيادي سياسيين بالا مواهب ولا جماهير ولا قدرات، فإن ضعفها من ضعف المجتمع وتصدعها ينذر بخطر ماحق، ولكن الحكام ينظرون أسفل أقدامهم ويطربون لأنشودة كل شيء تمام يا ريس.
لم تقلع كادقلي عن سلوك متوارث سياسيا وليس اجتماعيا بالاحتفاء بالقادم الجديد من الولاة والوزراء، ونكران الجميل والجحود في وداع المغادرين، فكادقلي السياسية التي لم تودع “أحمد هارون” بالدموع وهو صانع مجدها وربيعها في عهد الإنقاذ، مثل “محمود حسيب” محافظها الأشهر في عهد مايو ليس مستغرباً عنها أن تدير ظهرها للجنرال المؤدب، الإنسان، “عيسى أبكر” الذي خانه من وثق فيه ورفعه بالمناصب والمواقع ولكنهم فجأة تخلو عنه وأصبحوا اليوم طبالين وراقصين وراقصات على نغمة (مفضل معانا ما همانا)؟
ولكن تصبح الخيانة منهجاً في حياته لن يؤتمن حتى على نفسه وكان يستحق الجنرال “عيسى” التكريم وحُسن الوداع، ولكن من يقنع هؤلاء أن السُلطة ضل ضحى وأن من جاء ومن ذهب كلاهما خرجا من حوش “فيصل حسن إبراهيم” بشارع المطار.
#سياسياً وداخل المؤتمر الوطني وحلفائه، هناك انقسامات وكتل متصارعة كل يدعي قرباً من الوالي وحرصاً عليه وولاءً له، ولكنهم في واقع الأمر يبحثون عن مواقع لهم، وأولادهم تقيهم من مسغبة حاجة وعوز زمان وتتصارع الكتل من أجل الوزارات والمحليات، وهؤلاء لهم إمتدادات مركزية أو ادعاءات بأنها موصولة رحمياً “بالطيب حسن بدوي” الوزير المركزي الذي يرعى ولايات كردفان الثلاث، ويشيع اتباعه بأنه من يشكل الحكومات الثلاث في الأيام القادمات، ووسط هذا المناخ تعيش كادقلي أجواء خريفية وصيف سياسي تتمخض جباله الآن لتلد شيئاً ما.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية