لما تكون شغال بتلفون إصدار حديث رهيب عجيب ثم فجأة تجد نفسك (شايل ربيكا استعمال عاشر) سندت بطاريته بورقة ملفوفة أو مطبقة عدة طبقات كي تملأ الفراغ وتكمل المجلس.
وألصقت شاشته بـ(صباع أمير) حتى لا تطير فتكشف حجاب الرسائل..
وقد لمّ شمل القفل بـ(لستكة قروش) حتى لا تتبعثر المكالمة ويتبعزق الحديث..
أما التلفون من المنظور الداخلي لا يستطيع التعرف على شريحتك بسهولة ففي كل مرة تفتحه يطلب منك أن تدخل بطاقة الـ(إس اي إم) (التقول القاعدة جواه دي بطاقة طالب).. المهم التعامل معه يحتاج إلى كم هائل من الصبر وقدرة عظيمة على التحمل.
تماماً هذه هي الصورة التي ترد إلى مخيلتي عندما أقرأ أو أجد من يتحدث عن تاريخنا الاجتماعي الذي ينحدر من جذور التقدم إلى أن يصل إلى أسفل سافلين.
إذا قمت بقراءة تاريخ أية دولة وطلب مني اختصار وتلخيص ما قرأته بكلمة واحدة لكتبت (تقدم) أو (تطور) أو ما شابه من قراءات..
أما مصيبة أجيالنا هذه، أنها تعاصر عهد الذين عجزوا عن توفير ما توفر لهم عندما كانوا في عمر هذه الأجيال..
انقذونا من المجانية (لأنو الملح دا بقتلنا) وربما لأننا نعاني من الضغط..
فإن كان هذا التخلف (من يوم يومنا، البطن ما فيها وجعة) لكن المبكي هذا التراجع الذي شمل حتى (الإتيكيت الفطري للإنسان)..
والله جد..
صورة أخرى: زي لما ترث ثروة أخلاقية وفنية ورياضية ومالية ونظامية وصحية، ثروات عظيمة بلا حدود ترثها من جدك ووالدك ثم تبددها استهتاراً وجهلاً، وغيرك في عالم آخر يرث جهلاً فيبحث عن العلم والبناء فيبني ويبني ويخترع، وحين يقرأ تاريخه يعتز بزيادة معدلات التطور عاماً عن عام، وأنت إذا اجتمعت مع تاريخك كانت النفسيات (ثالثتكما)..
والله جد.. كمان داير تكذب..
قايلني ما عارفة دموعك ولاّ ما شفت المنديل.
لا أريد أن أصدر لك محصول البكاء واليأس بس عايزة أقول إن ما تركه الآباء والأجداد والإنجليز من ثروات في مختلف المجالات (خلاص بح) فحقو نشعر بالفلس ونقوم نشوف شغلتنا وين ولو على صعيد الأسرة..
أقول قولي هذا من باب الوجعة والكحة الاكتئابية
وإن كان عن نفسي أنا شخصياً: نفسي في أمل يعيد العقول إلى منطقة العمل
و………
وكل حاجة فيك واحشاني
لدواعٍ في بالي