شهادتي لله

وا حسرتاه على نيلنا الكئيب !

عندما تشاهد حركة استثمار نهر النيل في “القاهرة”.. من مراكب شراعية، وقوارب حديثة، وبصات نهرية، ومطاعم عائمة، وفنادق خمس نجمات ترقد على ضفتي النهر العظيم، تصاب بالحسرة والأسف على كآبة حال النيل في الخرطوم وظلامه الدامس !!
قبل ثلاث سنوات كتبت هنا عن نافورة مول “دبي” الراقصة التي يرتادها المئات من سياح المدينة الخليجية كل ربع ساعة، ليشاهدوا عرض المياه الملونة المصحوب بموسيقى عربية أو غربية أو هندية !!
عند زيارة معتمد الخرطوم النشط الفريق “أبوشنب” لصحيفتنا (المجهر) قبل عامين طرحت عليه الفكرة، وقلت له: أطرحوا مثل هذه المشروعات للقطاع الخاص وامنحوه التسهيلات، ليشارك في الترويح عن الناس، وتحريك السياحة الداخلية وربما الخارجية. كم يكلف استجلاب نافورة راقصة من الصين أو اليابان لتصبح محور متنزه على شارع النيل في أم درمان أو كرري أو الخرطوم؟
كم يكلف إنشاء مراكب سياحية راقية ومطاعم راقية عائمة من المنشية إلى الحتانة وحلفاية الملوك على الضفتين؟!
ليس كثيراً، بالنسبة لتكلفة منشآت أخرى أقل أثراً على المشهد السياحي وأضعف عائداً مالياً على المستثمرين.
لكن المستثمرين دائماً يخشون من جبايات الحكومة وقرارات سلطاتها المتقاطعة من مفوضية استثمار اتحادية إلى أخرى ولائية إلى محلية، ثم يخشون من قرارات الإزالة المزاجية والمصلحية (إزالة صالة مارينا للأفراح بالمقرن.. نموذجاً).
يصدق لك (والٍ) أو (معتمد)، وتبدأ العمل بهمة ونشاط، ويدر المشروع أرباحاً يحسدك عليها موظفون وسياسيون، فيأتي والٍ أو معتمد جديد فينزع عنك الأرض ويسحب منك التصديق!! وكأنما الوالي الذي صدق من قبل لا يفهم ولا يرى!!
هرجلة إدارية.. وعدم استقرار يهدد كل صاحب مال وطني أو أجنبي يرغب في الاستثمار في مشروعات تنموية أو خدمية وسياحية تحسن من وجه البلد وتنمي حجم الاستثمارات فيه.
يجب أن يتغير هذا الحال المائل.. ليتطور هذا البلد.

جمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية