عثمان حسين
* العاشقون لعثمان حسين دائماً ما تنتابهم حالة من التوهان الوجداني في دنياوات فالتة.. يحرض أحزانهم إلى التحول لتسامح واعي.. ويحيلها إلى أن تبرق بوميض العاطفة (النبيلة)
* عثمان حسين جعل للأغنيات خواص الشم واللمس والشوف.. وهي بهذا كانت أغنياته الأكثر التصاقاً وتأثيراً على العاطفة الحية للناس، واستمدت سحر سرمديتها وذيوعها بين أجيال مختلفة لما (حوته) كلمات أغنياته المنتقاة بعناية فائقة من (شعراء) حلقت أشعارهم بحنجرته وسكنت في أفئدة الجميع، وكستها بلون الذهب و(باحت) بما تحويه في مناجاة مستترة أو مخفية .
* نحن في أشد الحوجة إليه الآن، وفي هذا الوقت بالذات أكثر من غيره.. وفي حاجة ملحة لمثله يمنح للوجدان حيزاً مما تغشاه من مغنين يروجون بلؤم ويرمون بغدر سهامهم النافذة في خاصرة الكلمات النبيلة.
نحن في حاجة إلى (فنان) بقامة عثمان حسين نعشقه بفطرة سليمة رغم هدوئه وهيجان (شجنه) وحزنه، يمنحنا رهف الإحساس ويغوص في (أسرارنا) دون أن نتضجر مما يلطمه فينا من تمدد القبح بكل أنواعه.. ويمنحنا قدرة الإحساس بالشعور النبيل.. وأن يجعلنا ننحاز ونحتمي به.
*أبوعفان أنشأ منهجاً تشكيلياً لتهذيب الفؤاد والغرام وصدق الارتباط..وشموخ المفارقة، فكان قدر ما كلف به.
*لا أحسب أن الحديث عن عثمان حسين (في يوم شكرو) قد أوفاه قدره وشأنه .. فلا يزال القلم يعجز تماماً عن كثير مما أود قوله.. و(تجدني) عاجزاً أمام (محراب) صولجان عرشه، الذي أرتضيناه عن تقدير وإدراك وعن عرفة.
* متفرقات..
* لا تزال فضائية الهلال تحشد كل طاقاتها لتمجيد رئيس النادي أشرف الكاردينال، وتضع صورته كأيقونة في أعلى الشاشة، وهو أمر لم تسبقه عليه أي فضائية أخرى سواء أكانت محلية أو عربية أو عالمية..الفضائية التي صوبت كل إمكاناتها الغنائية لإنتاج برامج غنائية وترفيهية خلال شهر رمضان القادم، لن تستطيع أن تكون ناطقة بإسم الكيان الهلالي الكبير، ولن تستطيع أن تخاطب أشواق القبيلة الزرقاء وتطلعاتهم..كما أنها لن تستطيع أن تناقش بصدر مفتوح قضايا نادي الوحدة الوطنية..لن تستطيع أن تفعل كل ذلك لأنها مشغولة بتمجيد الرجل الواحد .. وماتبقى من جهد يذهب لتجييش مطربين (فرز تالت) في بورصة نجومية الأغنية..
* لم أستطع حتى الآن معرفة الفكرة الفلسفية التي سعت إليها جائزة أفرابيا في الإتيان بالشاعر التونسي أنيس شوشان المعروف بسخطه وثوريته وتمرده، وهو الشاعر الذي عاني كثيراً من العنصرية في بلده تونس، فهل أرادت الجائزة أن تقدم شاعراً يحمل فكراً أيديولوجيا يخالف تماماً قادة الجائزة المعروفين بتوجهاتهم الإسلامية؟، كما أنني لم أفهم أيضاً جدوى الاستعانة بالمطرب الشاب أحمد فتح الله المعروف بنرجسيته وتخبطه و(شتارته) في التعامل مع الإعلام والجمهور، وتقديم هذين النموذجين كوجهين شابين للترويج للجائزة يكشف إلى أي مدى تتخبط الجائزة التي تنفق إنفاق من لايخشى الفقر، في بلد تجبر فيه الموظفة على قطع عشرات الكيلومترات في رحلة العودة إلى منزلها بسبب شح المواصلات والوقود.
*ظهور برنامج (فن زمان) عبر الفضائية القومية سيمنحه قوة دفع إضافية…وربما يكون البرنامج قد أتى إليها في الوقت المناسب بعد أن إنفض الناس من حولها وخاصمتها الأعين، فالفضائية التي ظلت تنتقل من عثرة إلى أخرى لم تنتج برنامج أو مسلسل تلفزيوني شد انتباه الناس منذ عدة سنوات، ولهذا ظلت طوال شهور رمضان الماضية خارج دائرة التأثير