في ذكرى فنان الدليب الراحل "يس عبد العظيم"
احتفت ضفاف النيل بالذكرى الخامسة والعشرين لوفاة فنان الدليب “يس عبد العظيم” الذي يعتبر كثيرون خامته الصوتية مناسبة مع ذوق شعراء ومطربين كبار مثل “حميد ومصطفى سيد أحمد”، وبلغت أغنيات الراحل (100) أغنية وهو بعد في بواكير شبابه.
لم تكن مفردات أغنيات “يس” المولود لأسرة فنية معروفة بقرية “العفاض” 1956م، وتوفي بالخرطوم 1987م، بعيدة عن الموت الذي تخلل جل أعماله، فتغنى بـ(بت العرب النوبية) والتي رددها لاحقاً زميل دراسته ولونيته الغنائية “مصطفى سيد أحمد” وعرف الراحل “يس” بانتقائه للكلمات المعبرة ذات المضمون القوي، لذلك لجأ إلى أشعار “ود ابنعوف وحميد” إلى جانب الشاعر “عبد الله محمد خير”.
وبحسب شبكة (الشروق)، فإن الفنان ” يس عبد العظيم” رحل وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره، ورغم ذلك فقد خلف أكثر من (100) أغنية أحدثت تحولاً كبيراً في أغنيات الدليب، كما شكَّل الراحل مع الشاعر إبراهيم ابنعوف ثنائية أتحفت مكتبة الأغنية السودانية بروائع الدليب مثل (ليل الغلابة)، ومع ذلك لم يحظِ بشهرة واسعة إلا بعد موته في السابع من أكتوبر 1987م، بعد معاناة كبيرة مع داء السرطان.
(1)
وفي السياق قال شقيق المرحوم “التاج عبد العظيم” في إفادة لـ(شروق) إن شقيقه الراحل لم يتعد الـ (12) سنة، حين كان بحوزته الكثير من درر الطمبور التي لحن أغلبيتها بمفرده وفق رؤية تجديدية ونهج متفرد.
في المقابل كشف شقيقه الآخر “عثمان عبد العظيم” لـ(المجهر) عن أنه تغنى بعدد مقدر من أغنيات “يس”، أشهرها (أديني أمانك) لـ “إبراهيم ابنعوف” و(مالك ما بترسلي) التي تعتبر آخر أغنيات الراحل.
أما عن أيام “يس” الأخيرة قال الفنان “صديق أحمد” الذي كان يتحدث لـ(المجهر) عبر الهاتف: الرجل كان صديق شخصي لي، وكنت أتردد عليه يومياً في مستشفى الخرطوم، حيث كان يستشفي، كما التقيته في عديد من المناسبات والجلسات الغنائية، وأضاف: للحق فقد كان غناؤه جميلاً وكلماته قوية، ودائماً يختار أغنياته من لدن (شعراء ما ساهلين).
(2)
ابتدر الراحل “يس عبد العظيم” مشواره الفني في الخرطوم منتصف سبعينيات القرن الماضي، قبل أن يتفرغ للفن بالشمالية أوائل الثمانينيات، ويسجل للإذاعة السودانية نحو (14) أغنية، بجانب أغنيتين لإذاعة وادي النيل بالقاهرة، وبرع في عزف الطمبور براعة بالغة، ومما اتصف به وأصبح لازمة له إنه كان يشرح الأغنية قبل الشروع في التغني بها.
وقد رثاه كثير من الشعراء، ولعل مرثية رفيق دربه وصديقه الشاعر “إبراهيم إبنعوف” كانت الأبلغ تأثيراً إذ يقول:
إن كان ما الأجل بدري اتكتب في اللوح
أو كان النفوس تتحدى روح بروح
ما كان مت يا غربة بلابل الروح
أحي واوحيح قلباً عليك مجروح