الديوان

ملك الأقاشي وحوش السمك قدم ثقافة الطعام السوداني في إمارة أبوظبي.

كسب سمعةً وانتشاراً بين كل المجتمعات والجنسيات

أبوظبي – التقته – نهلة مجذوب
بعد أن حاز على المركز الأول بمشاركته في مسابقة للطعام بوجبة ) الأقاشي( السودانية فقط، في مسابقة جامعة جيمس الأمريكية لـ45 دولة التي دعته للمشاركة مع كبري المطاعم العالمية بالإمارات كنتاكي وماكدونالدز أصبح ملك الأقاشي المطعم السوداني قبلة السودانيين والجنسيات الأخرى بالإمارات.
حميمة المكان وثقافة الطعام
{ حميمة المكان تشعرك بأنك في بلدك وبين أهلك، هكذا هو الإحساس الذي ينتاب كل زوار ومرتادي مطعم ملك الأقاشي وحوش السمك بمدينة أبوظبي بالإمارات،
{ (المجهر) قصدته بدعوة كريمة من الإعلامي عثمان عيدابي، إذ كان حريصاً على هذه الزيارة الاكتشافية، كونه مطعماً سودانياً بحتاً يقدم الطعام السوداني بجودة وإتقان.. مما أكسبه سمعة طيبة ونال ثقة كل الجنسيات (أكثر من 200 جنسية) تعيش هناك، وأسهم في نشر ثقافة الطعام السوداني المتنوع والشهي.. (المجهر) وداخل ملك الأقاشي الذي ترتاده مجموعات كبيرة من السودانيين والمواطنين الإماراتيين، بجانب الجنسيات الأخري من العرب والأفارقة والآسيويين والأروبيين والأمريكان وغيرهم، طالعت قائمته فهو يقدم الطعام السوداني اللذيذ من الأقاشي والسمك والطبيخ، بجانب الروب والتقلية والنعيمية والقراصة والكسرة والخبز السوداني والتحليلة من المخبازة والأرز بالبن والعصائر السودانية البلدية، مما أشاع جواً سودانياً حميم المذاق، يكاد أن يكون مفقوداً في الغربة
انتقال من العطورللطعام
{ المطعم بالتحديد يقع في مدينة أبوظبي على شارع المرور، يفتح أبوابه منذ الـ 7 صباحا حتى الـ 1 صباحاً .. وهناك التقت (المجهر) بصاحبه الشاب وليد حمزة محمد عثمان من غرب بربر منطقة أبو حراز بولاية نهر النيل، الذي انتقل من تجارة العطور والسيارات بشكل جزئي إلي الاستثمار في المطعم الذي نشأت فكرته مع صديقه وزوجته، بعد أن علم برغبة الكثير من السودانيين في الأكل السوداني المحدد بالإمارات، بدأ التأسيس له في العام 2015م، ليكون الأول على مستوى الخليج، وقد نال استحسان العامة لمايقدمه من طعام سوداني متنوع بأيدي طباخين مهرة أحضرهم من السودان، وشيفات من الفليبين وباكستان تعلموا وبرعوا في إعداد الطبيخ السوداني.
{ الاتقان والحرص على الجودة
ويمضي وليد إلى أن المطعم تخصص بداية في عمل الأقاشي من اللحم السوداني والشية، وهما من اللحوم السودانية التي يستوردها مع التوابل من السودان بجانب أقاشي الفراخ.. وتوسع في عمله وأصبح يقوم بخدمات كل المناسبات أفراح وأتراح، كما أصبح المتعهد الأول لطلبات السفارة السودانية بأبوظبي، وأنشأ فرعاً بها.. بجانب تعهده لعدد من البنوك والمستشفيات والبلدية التي يعمل فيها سودانيون. . وعن أهم ما يميز المطعم يقول صاحبه إن الإتقان وإخراج الطعام في صورة زاهية أكثر ما مميز المحل، مبيناً أن العديد من المطاعم السودانية يوجد انطباع غير جيد عنها، لذا حرص على الجودة والالتزام بها بجانب روح العمل الواحدة، وقال إنه يعتبر نفسه جزءاً من الاصطاف العامل ويقوم بمساعدتهم وكثيراً ما يلبس الزي الموحد للمحل، واستطيع أن أقول إن المحل أصبح الآن ليس يقدم الطعام السودانى فقط، بل يعرف بثقافة الأكل السوداني وعكس صورة السودان الحقيقية، ويزوره كل من يحضر من السودان خاصة الفنانين الذين يحيون حفلات بالإمارات، وأبان أن أول من زاره منهم كانت أنصاف مدني ، كمال ترباس، محمد الأمين، عمر إحسا س، النصري، محمد حسن، حسين الصادق، حرم النور، مكارم بشير، الشعراء الحلنقي ونضال الحاج. وأخيراً ميادة قمر الدين التي أحيت حفلاً بداية العام على شرف افتتاح القسم الثاني من المطعم وهو حوش السمك.
الاقاشي يستهوي الإماراتيين:
{ الحمد لله استطاع المطعم أن يجتذب إعداداً كبيرة من الإماراتيين، وأصبحوا يفضلون تناول الأكل السوداني مع أسرهم في المطعم بجانب الطلبات السريعة، واوضح في هذا الجانب إن المطعم قام بإعداد وجبات مناسبات مختلفة لعدد من الشيوخ والأمراء واثنوا عليه.. وأضاف وليد أن المطعم كسب سمعة طيبة بعد فوزه في مسابقة جامعة جيمس الأمريكية. هذا بجانب أن المحل أصبح قبلة للمصوريين والمخرجين لتصوير جزء من الأفلام. . ويضيف وليد إنه يعمل باسم الشعب السوداني بأكمله وثقافته الغذائية
لا تهاون في مؤشرات السلامة
{ ويستطرد قائلاً: تعبت جداً للوصول إلى هذا النجاح، والحمد لله 70% من السودانيين مبسوطين مني.
سلامة الزبون على مسؤولية المحل: وتحدث وليد عن الرقابة الغذائية والضغط على أصحاب المطاعم إجبارياً لتطبيق قوانين جودة وصحة الأكل بدولة الإمارات، مؤكداً أن لا تهاون، وأن سلامة الزبون هي مسؤولية صاحب المطعم، لذلك المطعم يركز عليها حتي يظهر المطعم بصورة مرضية وفقاً للقوانين الصارمة التي تتخذها الدولة، مبيناً أن تفتيش المطعم يكون دورياً مرتين أو أكثر في الشهر، خلاله تتم مراجعة الثلاجات والمنتجات بالمطبخ والعمال من طباخين وغيرهم من حيث توفير كل المستلزمات التي تساعد في الطبخ كطاولات تقطيع اللحوم والخضروات ونحوها.
{ مائدة رمضان السودانية
{ علمنا إن ملك الاقاشي في رمضان يقوم بعمل جليل في إكرام الصائمين من السودانيين والجنسيات الأخرى، ويقوم بدعوتهم عبر الاتصالات ووسائل الاتصال والبوسترات للإفطار على مائدة سودانية خالصة، وهنا يقول وليد إنه حرص ومنذ افتتاح محله أن يقيم مائدة رمضان طوال الشهر الكريم مجاناً صدقةً لروح والدته والتي كانت دعواتها أحدى أهم أسباب توفقيه في الحياة. . بجانب هذا يتفانى ملك الاقاشي ويتلقف رعاية معظم المناسبات التي تقام بأبوظبي والإمارات عامة للسودانيين من حفلات وجلب الفنانين لأبوظبي وقفلة المولد النبوي وغيرها، ويقول وليد إن هذا من جانب المسؤولية الاجتماعية للمطعم، تقديرا لجهود الآخرين واكتساب مزيد من الإعلان والترويج بحد قوله. .
المجهر داخل المطبخ
اصطحبت المجهر في جولة داخل المطعم واقسامه الذي يضم 27 عاملاً، فوجدت الأمر فيه غاية في النظافة والترتيب والتفاني في العمل، والتقت بعدد من الطباخين المهرة من السودانيين والآسيويين الذين تعلموا وأبدعوا في الطبخ السوداني، وأكد وليد إن الفحص والكشف للأكل والمواد المستخدمة فيه والعاملين يجري دورياً على المطبخ من قبل هيئة الرقابة بأبوظبي.

{ وعن مشاريعه المستقبلية في المجال يقول وليد إنه يعمل الآن لتوفير كل ما يحتاجه السوداني في الغربة، ويستعد قريباً لفتح فرع في مدينة العين وإمارة الشارقة، ومحل متخصص يضم مخبز سوداني للخبز ومحل حلويات يشمل الباسطة والخبائز السودانية كافة.
{ البنابر وجلسة القهوة
وكل أجواء أهلنا الطيبين
وكل أجواء أهلنا الطيبين وقيمهم السمحة في التعامل والوجود موجودة هنا، فتتسع الأفواه للابتسامات والسلام والتعارف وتفقد أحوال البعض، فاضحى المطعم ملتقى جامعاً للسودانيين في ظل جلسه البنابر العصرية وركن لرمزية القهوة السودانية، وكثيراً ما يتلقى أصحاب المحل اتصالات زبائن من المطار.
كما لاحظت (المجهر) كرم الضيافة الحاتمي والتواضع الجم من صاحب المحل وليد وتواضعه المتناهي وتعامله الكريم مع الجميع، كما والتمست التعامل السوداني الأصيل من الشباب السودانيين العاملين به وهم أحمد سنهوري وكل طاقم السيرفير من الطباخين، هذا بجانب الخالة قسمة في حوش السمك، والتي تعمل لأكثر من 30 عاماً في بيع السمك واشتهرت على نطاق أبوظبي، والتي لنا معها لقاء منفرد عن قصة كفاحها الطويلة في الغربة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية