مسألة مستعجلة

قريباً من المرور

نجل الدين ادم

كتبت قبل أسبوعين أو يزيد مقالاً في هذه المساحة تحت عنوان: (مخالفة مرورية للمشاة)!! .. وأشرت فيه للأخطاء التي يكون المواطنون الراجلون سبباً رئيسياً في وقوع الحوادث.
تسارع الأحداث حال دون أن أمر على الكثير من الملاحظات التي وردتني في البريد الإلكتروني وتلك التي تلقيتها عبر الهاتف، معظم المداخلات يعتقد أصحابها أنني تجنيت على المواطن البسيط بتحميله المسؤولية، واعتقدوا أنني غير محايد لأتحدث عن أخطاء المشاة، بالفعل توقعت أن يكون التعليق (عشان هو عندو عربية).. ويعتقدون أن ذلك مبرر لأتحامل على المشاة على حساب أصحاب المركبات والذين اتهمت بأنني واحد منهم، ولكنني أقول هنا إن نصحي أو شهادتي كانت من واقع الحياد، لأنني ببساطة لا أقود عربة حتى يذهب المتداخلون في تعليقاتهم إلى ما قالوا به.
أنا متأكد لو أن أي أحد منا حاول أن يترصد أخطاء المشاة التي أشرت إليها سيأتي إلى في اليوم التالي ويقول لي إن الأخطاء الأكبر في الطرقات السبب فيها هم المشاة، وددت أن أضع نفسي كمواطن وأحد المشاة في محكمة الأخطاء التي لم اسلم منها في كثير من الأحيان بسبب تهاوننا وتعاطينا مع القضية التي تتعلق بأرواح البشر باستهتار، حيث لا يعقل أن يصر مواطن على قطع الشارع وإشارة المرور خضراء!!
هذا نموذج من جملة أخطاء مركبة يرتكبها المارة ويقع الحساب على سائقي المركبات العامة منها والخاصة .. والسؤال هنا هل من العدل أن يتحمل هؤلاء أخطاءنا بوصفي أحد المشاة؟
في مقابل كل هذه الملاحظات تلقيت اتصالاً هاتفياً من إدارة المرور، في توضيح راقٍ ومهذب على بعض ما لا تلمسته في القانون، مع الإشادة بملاحظتي التي أثرتها عن اخطاء المشاة، سعدت باتصال العقيد شرطة “احتفال” مسؤول الإعلام بإدارة المرور، وهي تشرح حجم التوعية التي يقومون بها في مقابل تلافي هذه التجاوزات المرورية للراجلين، والكثير من الأخطاء التي تتعلق بالثقافة المرورية، للأمانة أكبرت هذا الاتصال الهاتفي نحن دائماً تعودنا على ضعف تفاعل المسؤولين عندما تشير إلى موطن الخلل أو ضعف، وكما يقال (بيعملوا رايحين)، ولمن فتح الله عليه يأتيك بخطاب مطول يحوي من غليظ العبارات والمطالبة بالتوضيح والتصحيح، وما اسهل أن تفعل الصحافة ذلك، لكن المشكلة ستكون في ضياع القضايا الحقيقية بجدلية لا يستفيد منها المواطن البسيط، بصراحة أعجبت بمداخلة مسؤولة الإعلام بالمرور وتشرح لي بعد التعضيد على ما أثرت وتبين لي حجم الخلل الذي وضعوا له من البرامج الممتدة لمعالجته، علمت أن هناك برامج تستهدف الأطفال ليكونوا هم العين الساهرة لوالدهم أو والدتهم أثناء القيادة، بعبارات يا بابا الكلام بالتلفون بعرضنا أحياناً لخطر يا بابا عدم ربط الحزام خطر وقائمة من الإرشادات التي تنعكس في مستوى الثقافة المرورية.
حجم العمل المروري كبير ومهمته عسيرة تحتاج لتضافر الجهود، من كل مواطن راجل أو سائق,, ولا انسى ما ذكرتني به العقيد “احتفال” بأنه بالقانون يحمل مخالفة للمشاة بالفعل، وهي المادة المتعلقة بـ(المشي بإهمال)، أن لم تخني الذاكرة.. والله المستعان.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية