مسألة مستعجلة

هبة التعليم مبادرة جديرة بالدعم

نجل الدين ادم

لفت نظري بصورة كبيرة تجربة صندوق هبة التعليم في ولاية غرب دارفور، للقيام بأدوار متعاظمة تساعد وزارة التربية والتعليم، في مهامها الأساسية وهي بمثابة خطوات نحو تحقيق الاستقرار المدرسي، الصندوق لا علاقة لهم بالوزارة.
المعلوم للجميع أن دارفور ما تزال تتعافى من آثار الحرب بعد أن توقف الاقتتال، لذلك فإن دارفور بحاجة لمثل هذه الصناديق لتكون الذراع الأيمن لإعادة ما دمرته الحرب من بنية تحتية للتعليم.
ما يقوم به الصندوق وقد علمت أنه جسم منفصل وقائم بذاته، وهو جهد كبير ينبغي أن يجد التقدير، وزارات التربية والتعليم بولايات دارفور لا يمكنها وحدها العمل في إعادة ما دمرته الحرب والعمل في الحقل التعليمي لإزالة الآثار السالبة.
طالعت في ولاية غرب دارفور عدداً من الأنشطة المهمة جداً لهذا الصندوق، وأهميته تكمن في أنه انبثق من رحم المبادرة المجتمعية للتعايش السلمي وهي من التجارب الرائدة في تهيئة بيئة التعليم.
جهد مقدر قام به الصندوق في الفترة الوجيزة حيث شهد تدشين مشروعات صندوق هبة بالجنينة على يد نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” وتوالت التبرعات وتوجت هذه الخطوة إلى مرحلتها الأولى بإنفاذ نحو (300) فصل بالشراكة بين حكومة الولاية والجهد الشعبي، وأضاف بأن هذه التجربة إرثاً تليد ليشهد أولى ثمراتها مفجر ثورة التعليم رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، بافتتاح مدارس نموذجية متكاملة بمنطقة شرق أردمتا للنازحين بالجنينة وأخرى بمدينة فوربرنقا وإعطاء الشارة البيضاء لرئيس صندوق هبة التعليم الرجل الخلوق د.”عثمان يوسف آدم” لمواصلة مشروعاته والتي تهدف إلى تهيئة بيئة التعليم وجعلها جاذبة للتلاميذ وتشجيعهم لمواصلة دراستهم، وظل الشاب النشط يدير هذا الملف بحنكة واحترافية من زياراته الميدانية للمحليات للوقوف على تجربة المرحلة الأولى والوقوف على ترتيبات عمليات تدشين المرحلة الثانية، ومعالجة مكامن الخلل من خلال لقاءاته مع معتمدي المحليات ولجان التعليم والمجالس التربوبة وفعاليات المجتمع المدني
من ثمرات التجربة هناك البعض من المدارس يدرس طلابها تحت ظلال الأشجار والفصول المبنية بالمواد المحلية (القش)، ولكن ما حققته التجربة بمدارس مستري الأساسية بنات، وكونقو المختلطة ومنار الأساسية المختلطة بمحلية بيضة، وأم دوين الثانوية والأساسية بمحلية كرينك خير شاهد.
بالرغم من أن هناك جهوداً بذلت خلال الفترة الماضية إلا أن هناك بعض المحليات تنادي بضرورة بناء ميزات للمعلمين، وبناء فصول إضافية لفك اكتظاظ التلاميذ، وهذا عمل يفوق طاقة الوزارة لذلك كانت هذه الآلية.
تجربة هبة التعليم، هي تجربة جديرة بالاعتبار، وتحتاج لمساندة ودعم مباشرة من رئاسة الجمهورية، وأن تبقى جسماً منفصلاً عن ذاته حتى توضع كل الأمور في نصابها.
والله المستعان..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية