أخبار

ما شايفين نتائج القرارات حتى الآن!!

كل ما يهل صباح على المواطن، يتوقع أن تكون قرارات السيد رئيس الجمهورية قد أنزلت على أرض الواقع، وكلما هل صباح على المواطن يمني النفس أن يجد الأسعار التي أصبحت فلكية، تعود إلى وضعها الطبيعي، ولكن رغم انعدام السيولة ما زالت الأسعار متصاعدة ولا توجد واحدة عادت إلى وضعها الطبيعي حتى الطماطم التي وصلت في فترة من الفترات إلى عشرة جنيهات، الآن الكيلو وصل إلى خمسة وعشرين جنيهاً بدون أي مبررات، وتعجبت عندما سألت صاحب خضار عن سعر قطعة العجور، فاندهشت للرقم الذي ذكره لي هل تعرفون كم؟.. قطعة صغيرة واحدة من العجور بعشرة جنيهات، هذا يحدث في بلد يجري فيه نيلان طولاً وعرضاً، وأرض زراعية خصبة إذا رميت الحجر فيها لأنبت لك زرعاً.
إن الواقع الذي نعيشه الآن مرير وحزنت لمقطع فيديو لامرأة تحمل في يديها قطعة من اللحم وثوماً وبصلاً، لم تملأ تلك الأشياء كفها، بكت لأنها لا تستطيع أن تشتري أكثر مما اشترته وهو لا يسد رمقها، والمبلغ الذي ذكرته (خمسون) جنيهاً، كان إلى وقت قريب يمكن أن تشتري به عدة أشياء، الحكومة كل يوم تمني الشعب بأنها تسيطر على المفسدين ومصاصي دماء المغلوبين، ولكن لم نرَ حتى الآن أي نوع من الانفراج أو محاكمات تطال الذين تم التحفظ عليهم، ولذلك وحتى السوق كل تاجر يبيع بطريقته الخاصة فلا رقيب ولا حسيب، كل يوم هناك سعر جديد، إن الحالة إذا استمرت بما نحن عليه، فإن الشهر الفضيل الذي لم يتبقَ له إلا القليل، سيكون صعباً على الأسر الفقيرة والمتعففين.
إن المعالجات التي تقوم بها الدولة كل فترة، لن تجدي فلا بد من حل جذري للوضع الاقتصادي الذي نعيش فيه الآن، إن البنوك التي تحتفظ بمال المودعين ستفاقم من الأزمة الاقتصادية، لأن السوق الآن في اتجاهه إلى التجفيف وكل تاجر مخزن بضاعة سيتمنى فيها أضعاف ما كانت عليه قبل قرارات البنوك وقبل أن يمنح الشخص جزء من ماله، لقد شكا وبكى المواطن من الحالة قبل رفع الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات الاقتصادية، ولكن هذا الرفع زاد الطين بلة وأصبحت الحالة أصعب عما كانت عليه قبل الرفع، ولا ندري لماذا كانت الحكومة معلقة كل الإخفاقات في العقوبات الأمريكية، ولماذا لم تستعد للوضع الذي نعيشه الآن، وحتى الفترة التي انفصل فيها الجنوب عن الشمال وتوقع الكثيرون أن يحدث انهيار كامل للدولة، لم يحدث كما يحدث الآن، إن الوضع الحالي يدعو إلى الدهشة، فلا انهارت الدولة ولم تصل الأسعار إلى ما وصلت إليه الآن، فكيف نفسر الذي يحدث الآن ولم يطلع علينا اقتصادي فاهم ما يحدث ولا وزراء الاقتصاد أفادونا بما يجري ولا حددوا لنا كم من الزمن سنكون على هذا الحال؟
إن لم تتخذ الدولة قرارات جديدة تنقذ بها الموقف، فإننا سنصل إلى وصل إليه الجنوب من ارتفاع في الأسعار وتشريد لأبنائه، لذا لا بد من جلوس أهل المعرفة والدراية مع بعضهم البعض للوصول إلى حل يمكن أن ينقذنا من الحالة التي نحن عليها الآن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية