كنت أحدثها ..صديقتي العشرينية العمر الثمانينية النضج..اعتادت على خروج اسمك من فمي كما اعتاد فمي على ذلك.. ولكنها لاتزال تصر على أن تذلني بك كلما ورد اسمك ذات (ونسة صحاب )…
هي على يقين مطلق .. بأنني مريضة بك.. وأنا على عكسها.. موقنة أنك عافيتي التي هجرتني للمرض.
ذات صفاء مضى كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحاً.. ونحن نتحدث عن الحياة ومعتركاتها …حينما فاجأتها بك على حافة قصيدة …
أما بالأمس القريب ..فقد قفزت من لقاء جمعني بأحد معارفنا المشتركين …
أحسست حينها بحنين قاتل يسري سريان السم في الجسد الهزيل ..قاومت هذا الحنين وتشاغلت بكل ما يمكن أن يصد عني طيف الذكرى.
استطعت مقاومتك أمامهم غير أني لم اجرؤ على ذلك أمامها.. وهي حجابي المكشوف الذي استتر خلفه من أحزاني ..وأعري أمامه مشاعري بلا حياء..
بكينا طويلاً.. كانت تبكي حزني وأنا أبكي عمراً كاملاً ولي بين صدك والحنين الفتاك..
بكينا حتى اشتكت الوسادات.. وضحكنا حتى استيقظ من بجوارنا..
الحنين يا سيدي قاتل.. ولكن لأنك لا تملك الوقت للحنين دعك مني ومن هذه الترهات..
صديقتي هذه.. تظن أنني جننت بك.. وأنا أثق بذلك الظن.. ليس فقط لأنها ملكة الحكمة والنظرة البعيدة.. بل لأنها الوحيدة التي تكبرني نضجاً وتقرأ خلف أسطري وتفهم كيميائي ..
أحياناً اتمنى لو أنك أحببتني مثل ما يحبني الآخرون.. لو أنك نظرت لي بجزء من بصيرتهم ..هؤلاء المتهافتون على باب قلبي في كل حين ..الذين يرافقهم صدى لأكتفي بك عنهم أجمعين..
وعاشق عاشقة عاشقة سواي
والعاشقاه عاشق غيرا
…
غير أنك لم ولن تفعل…
ولم ولن ييأسوأ ..
ويظل حبرك نضرا معطاءً مادام في القلب نبض..
وتظل وإن أتيتَ كما كنت أود..
كتفاحة آدم.