ضابط مخابرات أمريكي : (C.I.A) اغتالت “جون قرنق”
الخرطوم – وكالات
ادعى ضابط سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي، بأن وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA استغلت برنامجاً للعمليات السرية حول العالم، أعد بعد 11 سبتمبر، بغرض ملاحقة الإرهابيين، لتصفية شخصيات سياسية كانت أهدافها تتعارض مع المصالح الاقتصادية والعسكرية للإدارة الأمريكية، ولم تكن معادية للولايات المتحدة.
وقال “وين مادسن”، الضابط السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي، إن برنامج Worldwide Attack Matrix، والتي يمكن ترجمته حرفيا بـ”مصفوفة الهجوم العالمي الشامل”، أتاح للاستخبارات الأمريكية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، “رفيق الحريري”، والنائب الأول لرئيس الجمهورية وزعيم الحركة الشعبية الراحل الدكتور “جون قرنق”، ومسؤول جهاز الأمن في القوات اللبنانية، “إيلي حبيقة”، وشخصيات سياسية أخرى في أفريقيا وآسيا، خصوصاً في باكستان.
وأكد “مادسن”، الذي يدير حالياً، موقع “وين مادسن ريبورت” الأمريكي في واشنطن، في تصريحات خاصة لـ”العربية نت”، بأنه واثق كل الثقة في المعلومات التي نشرها على موقعه، كاشفاً النقاب عن مصادر معلوماته، بالتشديد على أنها مصادر من داخل الاستخبارات الأمريكية وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن القومي الأمريكي، ووكالة المخابرات المركزية، فضلاً عن وزارة الدفاع.
وقال “وين مادسن” عن اغتيال الدكتور “جون قرنق” زعيم الحركة الشعبية ” قتل أيضا رغم أنه كان حليفاً للولايات المتحدة وذلك في حادث تحطم مروحيته بعد معارضته لخطط أمريكية لتأسيس شركة بترولية في جنوب السودان وتم قتله بمساعدة الرئيس اليوغندي “يوري موسيفيني”، النصير لإدارة “بوش”، اتهامات “وين مادسن”، عضدها المقدم “هاشم بدر الدين”، قائد القوات الخاصة للجيش الشعبي، وهي القوات التي انتقى “قرنق” من وحداتها، عناصر شكلت فريق الحماية الخاص به.
ولخص “بدر الدين” في سياق حديثه لـ”العربية نت” الأسباب التي تدعم اتهامه للأمريكيين باغتيال النائب الأول للرئيس السوداني، في المصالح النفطية التي قال إنها أمريكية صرفة في السودان حالياً، بعكس المعلن بأن الشركات العاملة في السودان، كندية وصينية وماليزية، مؤكداً أن الأمريكيين وراء كل هذه الشركات، كاشفاً النقاب عن معلومات جديدة بهذا الخصوص.
وقال “بدر الدين”، إن النفط، والشكوك المحيطة بتوجهات “قرنق” الفكرية كـ”شيوعي”، والكاريزما والقدرات التي يتمتع بها، وكانت لتقلب المعادلات كلها في السودان، التي يسعى الأمريكيون للإبقاء عليها وعلى الحكومة عليها، إنما بتعديلات “طفيفة”، بالإضافة لمراوغته الأمريكيين، والتفافه على ضغوطهم، كلها أدت لاغتياله في نهاية يوليو 2005.
وعلى الرغم من أن “بدر الدين” لا يملك أدلة على الأرض فيما ذهب إليه، إلا أنه أكد بأن الأمريكيين سبق أن هددوا “قرنق” أثناء مفاوضات السلام السودانية في ضاحية مشاكوس الكينية. “بدر الدين”، الذي احتفظ بمنصبه الرفيع في الجيش الشعبي إلى ما بعد مجيء “قرنق” إلى الخرطوم، كان مقرباً جداً من زعيم الحركة الشعبية الذي لقي حتفه في تحطم طائرة تابعة للرئاسة اليوغندية أثناء انتقاله من كمبالا، مروراً بعنتيبي (يوغندا) إلى نيوسايت (جنوب السودان).
حادثة مقتل “قرنق”، التي أحاط بها غموض شديد، لكن “ربيكا” زوجة “جون قرنق” قالت لـ”جوناثان كارل”، كبير مراسلي قناة ABC: “إن الحوادث مقدر لها أن تقع، ولكن حادث طائرة “قرنق” كان غريباً ومثيراً”، واضعة الكثير من علامات الاستفهام بقولها: “كانت الأحوال سيئة، ولكنها لم تكن بذاك السوء الذي يحطم تلك المروحية العسكرية”.
وختمت حديثها لـ”كارل” بتساؤل: “أريد أن أعرف ما جرى داخل الطائرة، وهل هو خطأ ميكانيكي حقاً؟. وكانت اللجنة الفنية الدولية التي تضم خبراء سودانيين ويوغنديين وكينيين وأمريكيين قد فحصت موقع تحطم المروحية ونقلت صندوقها الأسود إلى يوغندا وروسيا والولايات المتحدة لتحليله، وبعد سلسلة من التحقيقات أكدت اللجنة أن الأخطاء الفنية أدت إلى تحطم المروحية، ويبدو أن “ربيكا قرنق”، ليست وحدها التي تشعر بشكوك عميقة حيال الحادثة، فكبير خبراء التحقيق، “بدوف تبرمورازوف” مدير الأمن التقني للجنة انترستيت للطيران في موسكو، لم يتوان عن التأكيد بأنه “لم تكن هناك مشكلة فنية في المروحية نفسها، المروحية كانت سليمة، والمحادثات الصوتية بقمرة القيادة كانت عادية حتى لحظة تحطم الطائرة”. كما أن المحادثة التي رصدت في كابينة القيادة بين قائد الطائرة وبرج المراقبة لم تحتو على أية إشارة لمشكلة تقنية حتى لحظة تحطم الطائرة، لكن تقرير اللجنة الدولية، قال إن الطائرة كانت مليئة بالوقود أكثر مما يجب في أثناء تحركها من عنتبي (يوغندا) إلى نيوسايت (السودان).