خروج المواهب السودانية من المسابقات الغنائية.. أين الخلل؟
بعد فشل لينا قاسم وسير عابدين في (أحلى صوت)..
كتب ـ محمد إبراهيم
بعد خروج المغنيتين سير عابدين ولينا قاسم من برنامج (أحلى صوت) تبين أن (نفس) المواهب السودانية (ضيق للغاية) في مواجهة خصومهم من بقية البلدان العربية، ربما لسبب تاريخي تمثل في عدم قبول الفن الغنائي السوداني في المحيط العربي، وظلت القنوات والإذاعات العربية والخليجية والشامية ودول المغرب العربي تهتم ببعضها، مع تجاوز صريح للمكونات الغنائية السودانية، رغم قوة الكثير منها وتأثيرها بشكل صريح وقوي اجتماعياً وسياسياً في المجتمع السوداني، وعلى العكس من ذلك تماماً يبدو الفن السوداني أكثر تأثيراً في المحيط الأفريقي، بدليل النجاحات الكبيرة لمطربينا في غرب أفريقيا وشرقها، واحتفاء تلك البلدان بالأغنية السودانية ووضعها في مكان الصدارة..
خروج سير ولينا لم يكن إذن مفاجئاً للمراقبين، فأغلبهم يعلمون حدة الاستقطاب العرقي التي تميز تلك المسابقات، ولكن المحصلة النهائية هي (الفشل) و(الصفر) الكبير الذي ميز مشاركات المواهب السودانية في تلك المسابقات، فبدءاً بخالد حسن في (ألبوم نجوم العرب) ومروراً بـ(نايل) الذي فتح الآذان على المواهب السودانية في البرنامج الأقوى (أحلى صوت) وتبعه أمجد شاكر ومحمد الطيب وأخيراً سير ولينا، يمكن أن نقول إن أغلبهم لم يتجاوز مرحلة (المشاركة) فقط دون إحداث التغيير المطلوب..
* خالد حسن ..متاهة بعد نجومية..
كان المغني خالد حسن أول المواهب السودانية التي اقتحمت المحيط العربي، ورغم فوزه مع فريقه بجائزة (البوم نجوم العرب) إلا أنه لم يستطع تثبيت نفسه كمطرب مؤثر لامحلياً ولا عربياً، ربما لأنه لم يكن يملك مشروعاً غنائياً واضحاً ومحدد الملامح، فانتهت تجربته إلى الغناء في المحلات الصغيرة في دبي وأسمرا، وتاهت ملامح موهبة شغلت الناس كثيراً.
ظهر بعد ذلك المغني نايل الذي قال عنه الناس وقتها إنه أخيراً جداً ظهر في برامج المسابقات العربية المنتشرة عبر القنوات الفضائية المعروفة صوت سوداني مميز، استطاع أن يجذب إليه أعضاء لجنة التحكيم في برنامج (أحلى صوت) المكونة وقتها من المطرب اللبناني «عاصي الحلاني»، المصرية «شيرين عبد الوهاب»، التونسي «صابر الرباعي» بالإضافة إلى العراقي «كاظم الساهر».
وأدى المتسابق السوداني «نايل» الذي أثار اسمه دهشة واستغراب أعضاء لجنة التحكيم، أغنية باللغة الإنجليزية حازت إعجاب أعضاء لجنة التحكيم الثلاثة «عاصي»، «شيرين» و«صابر»، الذين تنافسوا على ضمه إلى مجموعاتهم التي ستنافس على الفوز بلقب البرنامج، وتحمست «شيرين» بشدة وأعلنت بصوت قوي وواضح ومسموع حبها الشديد للسودان وللسودانيين، ووصفه الفنان اللبناني «عاصي الحلاني» بصاحب الصوت المختلف، فيما وصفه «الرباعي» بأنه من الأصوات الراكزة، ومن الأصوات التي تشرف (ذي فويس).
وتفاءل الناس خيراً بأن مشاركة الموهبة السودانية «نايل» سوف تفتح ملف مشاركة السودانيين في برامج اكتشاف المواهب العربية، إلا أن المشاركين بعد ذلك لم يستطيعوا المضي أبعد من المنطقة التي وصل إليها (نايل)، بل حتى أنهم لم يستطيعوا الوصول إليها،
ففي المرحلة الثانية من البرنامج، وبعد أن صوَّت الجمهور واختار متسابقاً آخر أصبح حظ محمد الطيب أقل، خاصة وأن ثمة إرهاصات كانت تشير إلى ذلك، حيث قالت له شيرين (أنت تغني بالبروفات أفضل من المسرح، وليس هناك عيب أن يخطيء الفنان)، لكنها عندما جاءت للاختيار اعتذرت له وتمنت له حظاً أوفر، ما يعني إقصاؤه من المنافسة.
ولم يكن في طموح المشاهدين السودانيين وقتها أن يتم اختيار أمجد ومحمد إلى المرحلة المقبلة، لكن الأكيد أن أحدهما سيكون الأوفر حظاً من الآخر، طالما التأهل (قسمة ونصيب)، إلا أن المفاجأة غير السارة أو غير المتوقعة أن يلحق أمجد بمحمد بعد أقل من نصف ساعة، رغم أدائه المتميز وحضوره المدهش وبدون(أخطاء) .. ويحرج كاظم أيما إحراج وهو يتجاوزه في الاختيار، ثم يهب من مقعده ليصافحه مطيباً خاطره ويصفه بـ(الفنان الرائع).. حالة أمجد وصفها المتابعون بأنه تعرض للكثير من الظلم، إلا أنه خرج بشرف، ويكفي أنه دخل المسرح بـ(لو تعرف الشوق) للفنان الكبير شرحبيل أحمد، تاركاً وراءه نغمة سودانية في مسرح (العرب) .
لينا قاسم وسير عابدين..خروج من ذات الباب..
وفي هذا الموسم لفت صوت سير عابدين ولينا قاسم أنظار السودانيين الذين تابعوا بشغف حلقات البرنامج في مرحلته الأولى، الذي نجحت فيه المطربتان في المرور من المرحلة الأولى، إلا أن المرحلة الثانية قضت كماهو متوقع بخروجهما معاً، ورغم أن البعض أكد ظلم المطرب محمد حماقي الواضح للينا قاسم وتحيزه لمواطنته، إلا أن كل الدلائل كانت تشير إلى أن المواهب السودانية لم تكن سوى (أصوات لمنح الاختلاف فقط للبرنامج)، وتبعتها زميلتها سير عابدين التي توقع الناس خروجها، ربما لأن موهبتها الغنائية كانت أقل كثيراً من مواطنتها لينا قاسم، التي خرجت من الباب الكبير.
خيبات سابقة..
والخيبات المتلاحقة التي مني بها المشاركون خلال برامج سابقة، كان أبرز ملامح فشلها في المتسابقة «سلمى» التي وجدت حظاً كبيراً من السخرية في برنامج (محبوب العرب) عندما وجه لها المغني اللبناني «راغب علامة» حزمة انتقادات مصحوبة بسخرية لاذعة، و(أمنية إبراهيم) التي لم تستطع إقناع اللجنة بالمرور إلى المرحلة القادمة، مثلما فشل نجم عقد الجلاد السابق «أبو ذر عبد الباقي» في تخطي المراحل الأولى، وحتى المغنية المعروفة «شروق أبو الناس» لم تستطع هي الأخرى تقديم ما يقنع وخرجت من الباب الصغير.