الديوان

* الدورة المدرسية رقم (26): الطلاب يحلقون بأجنحة الأبداع

أكثر من (6) آلاف ضيف حلوا على بحر أبيض
* نائب رئيس الجمهورية ، حسبو محمد عبدالله ،يفتتح اليوم القرية التراثية
رصد : يوسف بشير
تقاطر نحو (5896) طالباً وطالبة، من شتى ولايات البلاد، إلى النيل الأبيض، للتنافس في فعاليات الدورة المدرسية في نسختها الـ(26) التي انطلقت (الأحد) المنصرم، ويراود كل طالب شعور بالفوز، فمن أجله تكبد عناء السفر من منطقته.. وبالطبع، الفوز لا يأتي دون منافسة، وقد زاد من روعة المنافسات الإبداعية تشجيع أهل بحر أبيض للطلاب، فتراهم مصطفين في جنبات الملاعب الرياضية مشجعين، وفي المسرح مشاهدين، الأمر الذي جعل الكثير يتشوق إلى إبداعات الطلاب قبل وقت عرضها.. وكانت (المجهر) حضوراً لتضع قراءها وسط الحدث.. حدث الدورة المدرسية.
أكثر من (6) آلاف ضيف حلوا على بحر أبيض، فاستعدت الولاية وفقاً لتأكيدات واليها لهذا الحدث. وكما يشاع لا يوجد شيء كامل، فثمة قصور في نُزل الطلاب والطالبات، من بينها الترحيل وتأخير تقديم الخدمات والنوم على الأرض في مفارش رقيقة، وقد سعى المشرفون لحل بعض هذه الإشكاليات، لكن ليس بالشكل المرضي للمتنافسين، هذا ما لمسته (المجهر) خلال زيارتها لبعض نُزل الطلاب. فغير طنين البعوض المخترق آذانهم، اتفقوا جميعاً على وجود مشكلة في اللبس والبطاقات والترحيل.
{ وجه واحد
(لبسنا غير كافٍ، والبطاقات غير متوفرة)، هكذا قالت شاكية الطالبة المشاركة في منافسة الإذاعة “شفق عبد الرحيم”، واتفقت معها تماماً المشاركة “بثينة طه”، التي قالت بخصوص اللبس: (لبسنا واحد، بنغسلوا يومياً). وتعود “شفق” وتبدي حيرة من عدم حل هذه الإشكالية بعد عرضها على والي الولاية “عبد الحميد موسى كاشا” ووزير الدولة بوزارة التربية والتعليم “عبد الحفيظ الصادق”. وتضيف في شكواها: (اللبس غير موحد)، وتمضي في حديثها لـ(المجهر)، إلى أن تأخر الأكل أثناء المشاركات سبب لبعضهن حالات إغماء. وختمت “شفق” كلامها بتبرمها من عدم وجود ترحيل كافٍ، قائلة في غضب: (نحن عشرومية بنت، إلا ننتظر الترحيل يذهب ليرحل أخريات ، ويعود).
{ مضايقات صغيرة :
“شفق” و”بثينة” من ولايتي النيل الأبيض والجزيرة، على التوالي، استقر بهما المقام في نزل مدرسة الأندلس الخاصة بكوستي، وهي مبنى من ثلاثة طوابق، تسكن فيها- إضافة للمشتركتين من الولايتين المذكورتين- المشاركات من ولايات: شمال دارفور، شمال كردفان، وشرق دارفور. تقول مشرفة بعثة ولاية شرق دارفور “زكية سليم” إن الأكل المقدم لبناتها- كما تسميهن- قليل، وأحياناً يأتيهن متأخراً، في وقت أبدت أسفها على تمييز طالبات النيل الأبيض ،من ناحية تقديم الخدمات ، على سائر البعثات الموجودة في النزل، وعبرت عن أملها في تلاشي ذلك مقبل الأيام، باعتبار أن الدورة سانحة طيبة لتبادل الثقافات. وبعد أن امتدحت الرعاية الصحية، كشفت عن إصابة (9) طالبات من بعثتها بتسمم غذائي في أول يوم لحضورهن، الأمر الذي سبب لهن إرهاقاً انعكس في نشاطهن، وعادت ووقفت على الحياد بخصوص تعامل الولاية المستضيفة، بقولها: (ناس بحر أبيض،  لا كعبين ولا كويسين).
{ مواصلة السرد
أكدت “عرفة عيسى”، مشرفة بعثة جنوب كردفان، بنات، بعض ما جاء من أفادت “شفق” و”بثينة” و”زكية”، وأضافت في حديثها لـ(المجهر) إن عدم وجود بدائل في الطعام جعل بعض الطالبات يعزفن عنه، وهذا العزوف- وفقاً لتأكيدها- سبّب حالات إغماء وسط بعض المتنافسات، وواصلت حديثها قائلة إن كمية الأكل أحياناً تكون قليلة، وعادت في ختام أفادتها إلى مشكلة الترحيل، إذ قالت: (عندنا مشكلة في الترحيل، الترحيل غير كافٍ ليقل البعثة، وقد اقتصر على الطالبات المشاركات في المنافسات فقط).
وعزت مشرفة النزل “إلهام مصعب” تأخر تقديم الخدمات للطالبات إلى كثرتهن، بحيث قيل لها إنها ستستضيف (556) فيما استضافت فعلياً (800) مشاركة، لذلك تحاول جاهدة معالجة  حالة (244) فرداً غير موضوعين في ترتيبها من البداية، ودافعت عن نوم بعض الطالبات على الأرض باستحالة رفع أسرّة إلى الطوابق العليا بسبب ضيق السلم.
{ الزي والبطاقات
الطلاب ليسوا أوفر حظاً مما ذكرنا آنفاً. وقبل أن نمضي إليهم، وإحقاقاً للحق، فإن البعثات التي تستضيفها الجزيرة أبا وكنانة لا تشكو من شيء، حسب ما علمنا، وهذا يعود في الغالب إلى أن طابع هذه المدن أقرب للريف.
المتنافسون في منشطي كرة اليد وكرة الطائرة، من الولاية المستضيفة، يعانون من عدم توفر اللبس الرياضي لهم، بجانب عدم أعطائهم الزى الموحد، مما تسبب في حرمانهم من حضور منافسات أقرانهم في المناشط الأخرى. وقد اشتكوا ــ وكانوا يتحدثون بشكل جماعي ــ من نومهم على الأرض، في ألحفة رقيقة تتفتت وتتقطع كلما رفعوها ليفسحوا الطريق، مبدين شكرهم لجيرانهم لمدهم بشاي الصباح ومعه (زلابية). وحدث مع وقت حضورهم لمقر بعثتهم (الخميس) في الـ(41) بكوستي تركيب عمال لأسرّة، وحينما سألناهم عن سبب تأخر تركيبها، فقالوا إنها كانت موجودة بيد أن مسامير ربطها غير موجودة، لكنهم فضلوا النوم على الأرض، باعتبار أن النوم عليها، وهي من الحديد، يسبب لهم آلام الظهر، ونومهم في (الصيوان) أفقدهم بعض مقتنياتهم الشخصية، إذ يذهبون للتمارين ويتركون أِشياءهم فيه، وحينما ذهبوا شاكين للمشرفين ، ردعوهم بأن هذا إهمال منهم.
==
بحر أبيض .. الناس هنا يعشقون الثقافة
ربك – المجهر
يومياً، ومُنذ بدء المسابقات الثقافية للطلاب المشاركين في الدورة المسرحية، (الأحد) الماضي، لا يجد الكثير من مواطني بحر مقعداً شاغراً للجلوس عليه لمشاهدة إبداعات الطلاب، إذ يمتلئ المسرح باكراً، فلا يجدون بداً من الوقوف على أرجلهم لإمتاع أنفسهم بالفقرات التي يقدمها المتنافسون من شعر وغناء ومسرح وعزف منفرد وأغانٍ تراثية، ومن لا يجد له مكاناً في المسرح أو على جنباته يتوجه إلى الخارج، حيث نصبت الولاية شاشة ضخمة تنقل فعاليات المسابقات مباشرة.
استطاعت شرطة الولاية التعامل مع هذا العدد الكبير بحكمة، ولكن، أول أمس، منع بعض أفرادها الصحافيين من دخول المكان المخصص لهم، قرب منصة المسرح بحجة عدم حضورهم مبكراً. والمعروف، أن الصحافيين سواء أتوا مبكرين أو متأخرين ، لا يستقرون في أماكنهم كثيراً، فبعد انتهاء كل فقرة يخرج فرد منهم لإجراء حوار أو أخذ إفادة من متسابق. هذا التصرف قُوبل بالرفض، فقاطع بعضهم المنشط، مبدين آمل عدم تكرره، حتى لا يُحرم القراء  من معايشة الحدث على الصفحات.
==
القرية الثقافية.. تراث السودان في مكان واحد
كوستي – المجهر
خصصت ولاية النيل الأبيض مدرسة كوستي القديمة مكاناً للقرية الثقافية التي يفتتحها، اليوم، نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن”، وسيعرض الطلاب في القرية تراث مناطقهم، وإبداعاتهم التشكيلية والخزفية.
وشاهدت (المجهر) في زيارتها للقرية، أول أمس (الخميس)، تسارع الطلاب في تنسيق معروضاتهم المدهشة المستوحاة من واقع حياتهم الاجتماعية، فكل منطقة أتت بتراثها الذي تفخر به، فا هي سنار تأتي برسومات من حظيرة الدندر للحيوانات البرية ومن تراث السلطنة الزرقاء، إضافة لإبداعات طلابها في فن التشكيل وبعض المنسوجات الخزفية. وقد أتت جنوب كردفان ببيت النوبة وبعض المنتجات الغابية والجبلية، أما النيل الأبيض فأبدع طلابها ــ خاصة ذوي الإعاقة ــ في إنتاج زينة خزفية رائعة.
وسيجري الطلاب في القرية مطارحات شعرية، محاورات باللغة العربية والإنجليزية، قراءة وإطلاع، معرض للكتب، أولمبياد الكيمياء ومسرح يومي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية