مسألة مستعجلة

(الأرصاد) من يتحمل المسؤولية!!

نجل الدين ادم

أتربة عالقة غير عادية غطت سماء الخرطوم وعدد من الولايات أمس (الخميس) استمرت طوال اليوم مع توقعات باستمرارها حتى يوم (السبت)، ومن عجب أن الجهات ذات الصلة لم ترسل من التحذيرات بما يكفي إلا قبل ساعات قليلة من نزول العاصفة.
لا أعرف لماذا لم تفرج هيئة الأرصاد عن التنبؤات التي بحوزتها وتخطر المواطنين بما هو آتي منذ وقت كافٍ، حتى يتحوطوا من وقوع أي خسائر، لكن الهيئة اكتفت بتسريب التنبؤات المتوقعة، عبر وسائط التواصل الاجتماعي تركتنا نبحث عن الحقيقة!
في كل بلدان العالم تكون مهمة هيئة الأرصاد الجوية هو إصدار التنبؤات وتوزيع المعلومات إلى الجهات ذات الصلة، في الطيران المدني ووزارة الزراعة وغيرها، لكن عندنا في السودان المعلومات تقفل في الأدراج ولا يصلها إلا أصحاب الحظوة من الصحافيين الذين يبحثون.
غياب معلومة هذه الأتربة العالقة أمس تسبب في تعطيل دولاب العمل، ولم يتحوط مرضى الربو والحساسية والصدرية، فكانت المستشفيات وجهتهم، أما المحال التجارية فقد تضررت بشكل كبير، أما الطيران فقد شلت حركته تماماً، والسؤال المهم هنا من يتحمل المسؤولية عن هذه الأضرار، فإنني أقول إن هيئة الأرصاد الجوية وحدها من يتحمل المسؤولية.
لا اعرف حجم الخسائر التي وقعت وأتمنى أن لا تكون هناك خسائر في الأرواح من أولئك الذين لديهم حساسية عالية من الأتربة ولم يكن على علم بالعاصفة القادمة، وهنا أقول لو أنني كنت من بين الذين تأثروا بهذه العاصفة لكنت أول من يتوجه لرفع دعوى دستورية ضد هذه الهيئة، لأنها لم تتعامل بالمعلومة كما ينبغي، تخيلوا في ظل غياب هذه التنبؤات والتي هي في الأصل موجودة، وخرج شخص مصاب بأزمة حادة في سفر وداهمته الأتربة، كيف سيكون حاله وقد انقطع به السبيل في طريق للمرور سريع؟.
معلومات الأرصاد تحتاج لها إدارة المرور لضبط إيقاع الحركة في مثل هذا اليوم العصيب والتحسب لأي أضرار، تحتاج لها المستشفيات بخاصة تلك المتعلقة بالصدرية ليكونوا على أهبة الاستعداد، تحتاج لها إدارة الكهرباء للتحوط من القطوعات التي يمكن أن يكون لها أثر، لذلك كان من أوجب واجبات الهيئة أن تعلن هذه المعلومات قبل يومين حتى لا يضار أحد.. والله المستعان

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية