قانوني يفسر مضمون خطاب الفيفا والوزير يتمسك بالتسيير
لابد من محاسبة المتسببين في تجميد الكرة السودانية
تقرير ـ عبد الله أبو وائل
لم تصل الأزمة الإدارية المريخية إلى محطتها النهائية برغم الخطاب الذي أرسله الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى الاتحاد السوداني بتاريخ الخامس عشر من الشهر الجاري، ويشير من خلاله لتلقيه خطاباً من مجلس إدارة نادي المريخ يفيد بتدخل السلطة في شؤون النادي، من خلال وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم، بحله للمجلس المنتخب وتعيينه للجنة تسيير، وطالب الاتحاد الدولي الاتحاد السوداني بالتدخل لحل الأزمة في أو قبل الخامس والعشرين من مارس الجاري، مع كتابة تقرير يبين الخطوات التي تم اتباعها، كما طالب الفيفا بتحويل ملف الأزمة إلى لجانه المتخصصة في حال فشل الاتحاد السوداني في إيجاد حل للمشكلة، وبعد يومين من وصول خطاب الفيفا عقد الاتحاد السوداني اجتماعاً بطرفي الصراع في إدارة نادي المريخ، ومثل الطرف الأول الأستاذ “محمد جعفر قريش” نائب رئيس النادي، وعدد من الأعضاء، فيما مثل لجنة التسيير الأستاذ “محمد الشيخ مدني” وقدم اتحاد الكرة مقترحات لإنهاء الأزمة تمثلت في ثلاثة خيارات: الأول: استقالة لجنة التسيير ليمارس المجلس المنتخب صلاحياته في إدارة النادي، وتمثل الخيار الثاني في إدارة نادي المريخ عبر لجنة مشتركة من المجلس المنتخب ولجنة التسيير، فيما يتمثل الخيار الثالث في تقاسم الطرفين للمسؤليات بإدارة الأول للاستثمار وإشراف الثاني على القطاع الرياضي، وقد رفضت لجنة التسيير الخيارات الثلاثة متمسكة بحقوقها في التعيين من قبل وزير الشباب والرياضة، بعد ذلك اتجهت الأنظار إلى المحكمة الإدارية لتقول كلمتها بشأن تحديد هوية من يحكم المريخ إلا أن تأجيلها لقرارها حتى السادس والعشرين من هذا الشهر جعل الأنظار تتوزع ما بين اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة الاتحادية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل انتهاء الموعد الذي حدده الاتحاد الدولي، لكن رئيس الاتحاد السوداني الدكتور “كمال شداد” أكد رغبته في مخاطبة الفيفا من خلال تقرير يوضح ما يدور في هذا الملف الشائك، فيما صدر بيان عن وزارة الشباب والرياضة الاتحادية، أشار لاحترام الورزاة لأهلية وديمقراطية الحركة الرياضية، مشيراً لتبعية نادي المريخ لاتحاد الكرة، ومن بعد ذلك أطلق وزير الشباب والرياضة الولائي تصريحات قوية أكد من خلالها تمسكه بقراره الذي قضى بحل مجلس إدارة نادي المريخ وفقاً للصلاحيات التي يخولها له قانون هيئات الشباب والرياضة، من خلال الفقرة (8) واعتبر الوزير خطاب الفيفا بمثابة استفسار عن تدخل السلطة في شؤون المريخ، وقال إن الأحمر يتبع إدارياً للولاية، واستناداً على ذلك فهو استخدم سلطاته في حل المجلس بعد أن فشل في إدارة النادي..وبنهاية الفترة التي حددها الاتحاد الدولي فإن النشاط الرياضي السوداني بات قاب قوسين أو أدنى من التجميد، سيما وأن واقعة تجميد الكرة السودانية مؤقتاً أبان أحداث انتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم تبدو بمثابة (النقطة السوداء) كسابقة يمكن أن تمهِّد الطريق لسيف الفيفا لجز رأس الكرة السودانية .
تداعيات قرار الفيفا
تمسك الوزير الولائي بقرار حل مجلس إدارة نادي المريخ وتعيين لجنة تسيير يبقى الخطر الأكبر على مستقبل الكرة السودانية، باعتبار أن العقوبات التي ستصدر من الفيفا لن تقتصر على المريخ فحسب، لتتعداه إلى ممثلي السودان في الكونفدرالية (الهلال وهلال الأبيض) سيما وأن تجميد السودان يعني اقصائهما معاً من الكونفدرالية.
قانوني يوضح مضمون خطاب الفيفا
قال عضو اللجنة القانونية بالاتحاد السوداني لكرة القدم “مدثر خيري” إن الخطاب الذي بعث به الفيفا إلى الاتحاد العام لم يكن استفساراً بقدر ما كان دعوة لتصحيح الأوضاع بنادي المريخ، وأن أي تباطوء في معالجة الأزمة سيقود إلى حل الاتحاد العام وتعليق النشاط الرياضي بالسودان. وأضاف الفيفا طالبت بتصحيح الأوضاع بالنادي في فترة أقصاها الخامس والعشرين من مارس الجاري، مؤكداً أن قرار المحكمة الإدارية لن يكون بمثابة الحل النهائي.
محاسبة المتسبب في تجميد النشاط الرياضي
ختاما نقول إن حادثة تجميد السودان أبان انتخابات الاتحاد العام مرت دون محاسبة، مما أغرى اخرين ليتدخلوا دون وجه حق معرضين السودان لهذا الخطر الكبير، وإذا ما أصدرت الفيفا قرار تجميد السودان فان محاسبة من تسبب في ذلك تبقى من الاولويات، حتى نضع حداً لمثل تلك التدخلات.