أخبار

محمد صلاح وداعش

تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اقتصاراً (بداعش) يقدم صورة شائمة للديانة الإسلامية ومنظره الرعب والدماء ينسل من أجساد الضحايا يثير في النفس الإنسانية الحزن والأسى والغضب، وفي كل يوم وساعة يشهر تنظيم الدولة الإسلامية سلاحاً هداماً لهزيمة الإسلام والتحريض على المسلمين.
في الشهور الماضية نشر التنظيم بيانات في شبكات التواصل الاجتماعي عن خطة للتنظيم لإفساد مباريات كأس العالم التي تقام هذا الصيف في روسيا.. وزعم التنظيم أن أفضل لاعب في الكرة الأرضية ومعشوق مليارات من الناس في أركان الدنيا الأرجنتيني “ليونيل ميسي” تنتظره سكيناً في موسكو لجز عنقه والقضاء عليه تشفياً وحقداً على الإنسانية وعلى كرة القدم، وبثت صوراً معالجة بالكمبيوتر للشكل التقريبي الذي يذبح به “ليونيل ميسي” من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).. فهل هذا التنظيم وبهذا السلوك البالغ القسوة والانحطاط الأخلاقي والقيمي خنجراً مسموماً لطعن الإسلام أم لنشره؟
من جهة أخرى يقدم لاعب كرة مصري صورة زاهية للإسلام والمسلمين وينشر الدعوة بالفن الكروي ويعبر عن نفسه وعبقريته الإسلامية السمحاء بطريقة جعلت شاباً بريطانياً يعتنق الإسلام إعجاباً بالفتى “محمد صلاح” لاعب المقاولين العرب السابق في مصر، ولاعب فريق يازل السويسري وشلسي الانجليزي وفرونيتنا وروما الايطاليين سابقاً وليفربول الانجليزي حالياً.. “محمد صلاح” الذي يتربع على عرش هدافي الدوري الانجليزي بثمانية وعشرين هدفاً ومتقدماً على لاعب توتنهام الأمير هاري كين بأربعة أهداف أصبح هذا اللاعب المصري إيقونة لجماهير الكرة الانجليزية بسلوكه الرفيع وخلقه القويم.. يحرز الأهداف في شباك الأندية المنافسة لفريقه وقبل أن يقفز فرحاً والتلويح بيديه للجماهير التي تحبه يسجد “محمد صلاح” في ملاعب كرة القدم الانجليزية لله شكراً على نعمته ويولي وجهه القبلة.. ويدعو الله أن يثبت أقدامه في الملاعب.. ويقابل على “محمد صلاح” لاعب مسلم آخر في فريق ليفربول الانجليزي السنغالي الأسود البشرة وليس الأسمر ويسجد في مشهد يثير في النفس أشجاناً وأفراحاً وإحساساً عميقاً بقيمة الإسلام والانتماء لهذه الحضارة الراسخة .. و”محمد صلاح” بلحيته السوداء وعيونه التي تلمح في دواخلها حزناً دفيناً وفرحاً ممزوجاً بالتواضع والسلوك القويم.. هذا الداعية بقدميه الساحرتين كلما وضع الكرة في الشباك (تأوه) المشجعون فرحاً باسمه وتمايلت حسان الانجليز طرباً لهذا الفتى المصري المسلم.. و”صلاح” قدوة الشباب اليوم ومحط أنظارهم يلعب كرة قدم خرافية لا يستجيب لاستفزازات المدافعين ويرفض التمثيل للحصول على ركلات الجزاء الحرام.. ولا يتعرض الفتى الذهبي للبطاقات الملونة صفراء وحمراء مثل بقية لاعبي الفريق الانجليزي العريق.
الدعوة للإسلام الحضاري ليست حكراً على مرتادي المساجد ولا أصحاب العمائم الكتة المرسلة والسراويل القصيرة الدعوة اليوم فن كالذي يقدمه المطرب الجزائري “حمود بن نويرة”,, وسلوكاً حضارياً مثل الذي سلوك اللاعب المالي السابق في فريق اشبيلية “عمر كانوتي” واللاعب الجزائري المسلم “وسام بن بدر” الذي أحرز هدفين في شباك شياطين انجلترا (مانشستر) وعلى النقيض من سلوك وأخلاقيات جماعة الإسلام الاقصائي المتطرف الذي تمثله بعض التيارات الفاسدة كالجماعة (الداعشية) فإن أمثال “محمد صلاح” يقدمون صورة نجم المسلمين أكثر حاجة لها من الصورة البائسة التي ترسمها داعش ومثيلاتها من حركات الغلو والتطرف للإسلام والمسلمين.
اللهم أنصر هذا الدين بأقدام اللاعبين المسلمين وبعقول الأطباء المسلمين وبأقلام الكتاب,, وبسلوك عامة أهل الجماعة .. آمين!!

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية