{ بعض المطربين الشباب يصرون بإلحاح أن يكونوا نماذج شبابية (غير جيدة)، لا تفتأ تفاجئنا كل يوم بسلوك (صادم) يمس جوهر القيم المجتمعية السودانية.. لا يدرك بعضهم أن النجومية التي أراقوا من أجلها (ماء وجوههم) لأجل اكتسابها ولا يهم إن كانت سلبية أو إيجابية ستكون يوماً وبالاً عليهم.. لم يقرأوا جيداً سفر الإبداع السوداني حين كان لا يخرج المطرب من منزله إلا بعد أن يكون في كامل بهائه وزينته لا ينقص من هيئته (ربطة عنق).. لذلك ساهم كثيرون منهم في تثبيت كلمة (أستاذ) على المطرب، وأصبحت الآن تطلق على كل من هبّ ودبّ حتى أولئك الذين لا يتقنون (رص كلمتين مع بعضهما البعض) فلاكتها ألسن بطانة المطرب.. مطربون شباب يقدم بعضهم نماذج سيئة للغاية للشباب والمراهقين بظهور متتابع غير ملتزم.. يعتقدون أن هذا الأمر يمكن أن يساهم في الترويج له.. ولكنهم لا يدركون أن النجومية التي نالوها هي عبارة عن قنابل ستنفجر أمامهم، لأنها نجومية غير حقيقية حصلوا عليها بالفرقعات الإعلامية والسلوكيات الصادمة.. ولم تكن نتاج جهد ومثابرة.
{ ثمة نماذج إبداعية لا يكسر حلمها تكالب الظروف التي قد تكون أقوى منها.. تعرف تماماً ما تفعل، تحفر على صخر الواقع المأزوم من أجل أن ترى تلك النماذج، ما حلمت به واقعاً يمشي بين الناس.. وهذه النماذج التي تدرك أن قيمة الفن ليست في ما يعود به من شهرة أو مال، ولكنه أداة إنسانية لنشر القيم المطلقة مثل الحب والتسامح والسمو والخير والجمال، وكلما امتلك الفنان أدوات إبداعية مؤثرة وسخرها لصالح رسالته الإنسانية كانت الشعوب أكثر استقراراً وراحة نفسية، ولهذا فإن المبدع دائماً ما يكون هو المرآة المصقولة التي تمثل أكثر النماذج المجتمعية إبهارا.
{ الإشارة إلى “عمر زولو” في أغنيته الأخيرة (الدم بيحن للدم) تكفي لتنبيه من لم يستمع لها.
{ أن تمتلك فضائية مدخلات مالية لا تتوفر لغيرها ومع ذلك تفشل تماماً في أن تحدث أي تأثير، سواء أكان سلبياً أم إيجابياً، وتتغافل الصحف والصفحات المتخصصة عن تناول برامجها، فذلك يعني أنها فضائية تفتقر لأهم عناصر العمل الإعلامي، وهو الإدارة المبدعة الخلاقة.. ورغم أنها تسعى إلى جذب كثير من الأسماء (اللامعة) إلا أن جوف الفضائية لا يزال فارغاً.. ولا تزال خارج دائرة التأثير الإعلامي، حتى على مستوى قاعدتها التي استهدفتها باسم الفريق العريق والكبير.. ثمة خلل موضوعي في إدارة الفضائية التي مضى على وجودها في الفضاء السوداني شهور، كان من الممكن أن تكون واحدة من أدواته المهمة، ولكنها لا تزال تعاني في تثبيت اسمها وملمحها.
لا احتاج إلى الإشارة إلى قناة (الهلال) ليفهم الناس أنها ما أقصد بحديثي.