فوق رأي

والكمية محدودة

هناء إبراهيم

حبوبة جيرانا وأنا واقفتان في غرام هذه القصة التي تقول إنه وفي قديم الزمان كان هناك شاب ثري جداً حيث كان والده يعمل في تجارة المجوهرات.. وكان هذا الشاب يؤثر أصدقاءه إيثاراً عظيماً.. وكانوا هم يجلونه ويحترمونه أيما احترام..
ثم دارت الأيام ومات والده وتسلل الفقر إلى العائلة الكريمة.. وفي خضم هذه الحالة بدأ الشاب يبحث عن أصدقاء الماضي فعرف أن صديقه فلان بن علان الذي كان أكثر أصدقائه مودة وقرباً قد صار من أصحاب الأموال والقصور والأملاك.. فتوجه إليه متمنياً أن يجد عنده عملاً أو طريقة يصلح بها حاله.
فـلما وصل باب القصر أخبر الحراس والحشم عن صلته بصاحب القصر فدخلوا وأخبروا صديقه بذلك ..نظر صاحب القصر من خلف الستار فرأى شخصاً رث الثياب تجلت حوله آثار الفقر فرفض لقائه قائلاً للخدم: قولوا له إن صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد..
خرج مذهولاً ومندهشاً ومتسائلاً ومتألماً على الصداقة والقيم التي ماتت
ثم وفي طريقه إلى داره صادف ثلاثة رجال بهم شيء من الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء..
سألهم عن أمرهم فأخبروه أنهم يبحثون عن فلان ابن فلان وذكروا اسم والده..
فقال لهم إنه أبي وقد مات منذ زمن
فحوقلوا وتأسفوا وقالوا له إن أباك كان يتاجر بالجواهر وله عندنا قطع نفيسة من المرجان تركها عندنا أمانة وأخرجوا كيساً كبيراً ملئاً بالمرجان أعطوه إليه ورحلوا.. أصيب صاحبنا بالدهشة وهو لا يصدق ثم تساءل أين اليوم من يشتري المرجان والناس في هذه البلدة ليس فيهم من يمتلك ثمن قطعة واحدة..
مضى في طريقه فصادف امرأة كبيرة في السن تبدو من أهل الثراء والنعمة والخير.. فقالت له يا ابني أين أجد مجوهرات للبيع في بلدكم هذه؟!
فتسمر صاحبنا برهة وسألها عن أي نوع مجوهرات تبحث.. فقالت: أريد أحجاراً كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها..
سألها إن كان يعجبها المرجان فقالت: نِعمَ الطلب (دا الزيت ذاتو)..
فأخرج لها قطعاً من الكيس اندهشت المرأة لما رأت فاشترت منه قطعاً ووعدته بالعودة لشراء المزيد
وهكذا عاد الحال إلى يسر بعد عسر وعادت تجارته و(إمورو ظبطت).. وبعد حين تذكر ذلك الصديق الذي تنكر له فبعث له هذه الأبيات مع صديق مشترك:
صحبتُ قوماً لئاماً لا وفاء لهم
يدعون بين الورى بالمكر والحيلِ
كانوا يجلونني حين كنت رب غنى
وحين أفلستُ عدوني من الجهلِ
لما قرأ ذلك الصديق هذه الأبيات كتب له:
أما (الثلاثة) قد وافوك من قبلي
ولم تكن سبباً إلا من الحيل
أما من ابتاعت المرجان والدتي
وأنت.. أنت أخي بل منتهى أملي
وما طردناك من بخل ومن قلل
لكن خشينا عليك وقفة الخجل
شايف كيف؟!
عندي سؤال واقف لي هنا: هسه عليك الله جواهر صاحبو دا ولا الأحجار الكريمة؟!
و…….كيف تمام لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية