انخفاض مضطرد في توزيع الصُحُف السودانية يظهر كل عام، دون أن تحرك الجهات ذات الصلة ساكناً، وفي ذلك تتعدد الأسباب حسبما يرى كل شخص، لم تكن نتيجة التحقق من الانتشار والتوزيع التي أعلنها مجلس الصحافة والمطبوعات بمعزل عن هذا التناقص والتراجع في التوزيع حسبما أظهرت الأرقام، وهذا ما قاد كل من تحدث في المؤتمر الصحافي الحديث عن الأسباب، البعض ذهب إلى أن ذلك ناتج لتأثيرات زحف الصحافة الإلكترونية، والبعض الآخر حملها لشماعة الحُريات، وآخرون أشاروا إلى اقتصاديات استخراج الصُحُف، وذوق القارئ.
البعض يركز دوماً على أن الصحافة الورقية إلى زوال وهنا لا اتفق مع من يتبنون هذا الموقف، الصحافة في السودان ستظل تنبض رغم كل الظروف المحيطة بها وهذا ما جعل الأمين العام للمجلس يقول في كلمة حق وهي أن الصحافة تحدث تأثيراً إلى السياسة والاجتماع والرياضة، وهذه من المؤشرات التي تجعل من الصحافة مملكة لن تنمحي بين يوم وليلة.
في ظني أن اقتصاديات صناعة الجريدة أيضاً واحد من الأسباب المهمة التي لا يمكن تجاوزها، والسؤال من يقرأ بحُر ماله ومن يقرأ بحُر مال الآخرين؟، مؤكد أن الموظف البسيط الذي يتقاضى مرتباً بسيطاً ليس بمقدوره شراء كل الصُحُف التي كان يشتريها من ماله، وبالتالي تكون المعالجة، مزيد من التسيب، أي معادلة لمعالجة الاختلال صعبة لذلك لا بد، من إغلاقها.
لم يقرأ مجلس الصحافة في الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع، مطلوب مزيد من التقدم.