الديوان

حكاية (مسافرة) إلى نهر النيل ما بين البصات السفرية والكافتريات..

وجبة مجانية (مدنكلة) مقابل (45) راكب

المجهر – خالد الفاضل

أصبح وقوف البصات السفرية أمام كفتريات بعينها أمراً معتاداً للمسافرين على الطرق السريعة بين ولايات السودان المختلفة ..في البداية كان المسافرون يندهشون لتجاوز سائق البص السفري لكفتريات كثيرة لا تنقصها الفخامة ليتوقف عند كافتيريا بعينها ..وكان السؤال هو ما السر وراء هذا الأمر لتنكشف الحقيقة بعد ذلك بأن أصحاب هذه الكافيتريات يقدمون مغريات للسائقين لاختيار كافيترياتهم محطة لاستراحة الركاب وتناول الوجبات والمشروبات مقابل وجبة مجانية للسائق ومضيف البص، وكلما كان عرض صاحب الكافتيريا أكثر إغراءً كلما تدافعت البصات السفرية إليه تحمل بداخلها مئات الركاب ..المجهر تحققت من الأمر على أرض الواقع من خلال رحلة من الخرطوم إلى نهر النيل وتابعت عن قرب تفاصيل الحدث فماذا وجدت

مغامرة

بالقرب من مدينة شندي على طريق التحدي واصل سائق البص مسيره متجاوزاً المحطة الرئيسية ومعها عدد من الكافيتريات والمطاعم على جانبي الطريق وظل يسير وسط ترقب الركاب حتى توقف أمام كافتيريا كبيرة ليعلن مضيف البص عن التوقف لبعض الوقت للاستراحة وسط همهمات الركاب المتسائلة لماذا هذه الكافتريا بالذات..محرر هذه المادة تخلف عن ركاب البص متعمداً لمراقبة سائق البص والمضيف، ومن على البعد سار خلفهما وهما يتجهان إلى غرفة تقع خلف الكافتيريا وبداخلها مائدة وعدد من الكراسي، جلس عليها السائق والمضيف، ولم يمض وقت طويل حتى حضر صبي يحمل صينية عليها أصناف من الطعام ودلف إلى الغرفة .. وبعد وقت قصير جاء نفس الصبي يحمل الشاي والقهوة .. المحرر لم يفوت فرصة خروج الصبي من الغرفة ليسأله بطريقة حاول أن يضفي عليها طابع الهزل ( بختهم الجماعة ديل أكلهم ملح) فابتسم الصبي وأجاب :(كيف ياخ وكمان معاهو الجبنة والشاي والسجاير لو بدخنو) ..الشاب الجالس على كاشير الكافتيريا لم يكن بأريحية الصبي فقد تجهم وغضب عندما سأله المحرر عن حقيقة الوجبة المجانية وأجاب بغضب (انته مالك يا زول خليك في شغلتك) ولم تفلح محاولات المحرر لتلطيف الأجواء فاضطر للانسحاب بعيداً، إلا أن الشاب لاحقه بالنظرات الغاضبة، وتحدث مع زميل له وهو يشير إلى محرر (المجهر) بغضب ..أحد مضيفي البصات المتوقفة أمام الكافتيريا لم يجد حرجاً في الحديث إلى المحرر عن الوجبة المجانية بل وزاد بأن بعض أصحاب الكافيتريات يدفعون فوقها مبلغا ماديا وأضاف بسرعة كيف ما يدفعوا وهم مستفيدين، أي بص بجيب ليهم خمسين راكب بدخلو ليهو مليونين تلاتة . ويواصل الحديث: لكن سائقي البصات لا يثبتون على كافتيريا واحدة وفي كل مرة يتحولون إلى كفتيريا جديدة يقدم صاحبها عرضا أفضل

استطلاع
(س.م) مسافر استطلعته الصحيفة حول هذا الأمر فقال ..هذه حقيقة، السائقون يتحكمون في مزاج الركاب ويفرضون عليهم كافيتريات بعينها، وهذا تصرف غريب ويفترض أن الركاب هم الذين يختارون المكان الذي يناسبهم، وأضاف السائقون يختارون الكافيتريات الفخمة ذات الأسعار المرتفعة التي قد لا تكون بمقدور كل الركاب
(م .م) مسافر آخر قال في مرة اعترض الركاب على عدم توقف البص بالرغم من مروره بعدد من المطاعم، وظل السائق يتجاهل غضب الركاب مواصلاً مسيرته إلى أن توقف أمام كفتيريا بعينها وما أن ترجلنا من البص حتى هب صاحب الكافتيريا يستقبل سائق البص والمضيف ويصطحبهما إلى ركن قصي وسط عبارات الاحتجاج من ركاب البص.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية