يا مرضي وعافيتي
لماذا تقاتلني جيوش الشوق رغم يقينها القاطع بأني فارس أعزل؟
لماذا تحاصرني الشوارع بانسيابك من أفواهها عطراً يراقص كل فاتنة ويقتل قدرتي علناً ويجرحني.. يبعثر في الفضاء أنوثتي ويمنحني البكاء!
وأنت يا ذلكم القريب البعيد تقيم مهرجاناً لقتلي على رأس كل إحساس، وتعاهد الأقدار عليّ لحناً، لا تجيد عزفه إلا نبضات قلبك التي اعتادت عليه، واعتاد عليها!!
تتسرّب من كل ناحية في لتعود من الناحية الأخرى، ما خرجت من نافذة جسدي إلا وترقبتك عبر أبواب الروح، ما ترقبت الحواس حنين شوق إلا وكنت “وحمة” تتربّع على جسد الحواس، وما تلقيت اتصالاً عبر وحي الشعر إلا كنت رسول الدهشة لأذن القصيد!
مطر أنت وقاحلة هذه الصحراء التي تدعى (أنا)..
فرح أنت ومؤلم هو هذا الحزن الذي لا يعرف أحداً غيري (أنا)
بوح أنت وقاتل هو هذا الصمت الذي يعذبني (أنا)
عبير قدومك الأخاذ يغتصب الرحيق ضحىً..
ووقع حضورك الممتاز يطعن في القلوب رحىً،،
فيا مرضي وعافيتي
ويا صمتي وقافيتي
علام الصد والإبحار ضد مرافئ اللغة النشاذ؟
لغة تقرر دحض أن نبقى معاً أبداً وتوغل في الألم؟
لغتي أنا هي منطقي، وأنا أعي أن لا نظل سوى معاً، ولا نغوص سوى ببحر الشوق قرناً من حنين!!
دهران من وجع العتاب، وثم عمر من معاصرة الفرح.
خبئ يراعي عند حلقك وأعطني صوتاً أردد اسمك المحفور في كل الخبايا والأزقة، وانتفاض القلب من صوت الغياب.
وأخرج على الكون، انتبه.. مهلاً فإني حينما وليت وجهك قبلة العشق الحلال خرجت من كل الجهات إليّ، فاختر قبلتي وامضي إليّ، القلب يرقص ريثما تأتي ، فجنبه البكاء!!