(1)
بان الخليط ولو طوعت ما بانا
وقطعوا من حبال الوصل أقرانا
حي المنازل إذ لا نبتغي بدلاً
بالدار داراً ولا الجيران جيرانا
يا أم عمرو جزاك الله مغفرة
ردي عليّ فؤادي كالذي كان
هلا تحرجت مما تفعلين بنا
يا أطيب الناس يوم الدجن أردانا
قالت ألم بنا إن كنت منطلقاً
ولا أخالك بعد اليوم تلقانا
ما كنت أول مشتاق أخا طرب
هاجت له غدوات البين أحزانا
يا أم عمرو إن الحب عن عرض
يصبي الحليم ويبكي العين أحيانا
يلقى غريمكم من غير عسرتكم
بالبذل بخلاً وبالإحسان حرمانا
قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم
ما كنت أول موثوق به خانا
لقد كتمت الهوى حتى تهيمني
لا أستطيع لهذا الحب كتمانا
لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت
أسباب دنياك عن أسباب دنيانا
أبدل الليل لا تسري كواكبه
أم طال حتى حسبت النجم حيرانا
إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن أضعف خلق الله أركانا
طار الفؤاد مع الخود التي طرقت
في النوم طيبة الأعطاف مبدانا
(2)
خاب الذي سار عن دنياه مرتحلاً
وليس في كفه من دينه طرفُ
لا خير للمرء إلا خيرُ آخرة
يبقى عليه فذاك العزّ والشرفُ