* لم أجد من يضاهي مرددي أغنيات الفنان الكبير النور الجيلاني سوى هذا العدد المهول من الشعراء والشاعرات الذين امتلأ بهم الفضاء الاسفيري..هذا النشر المجاني عبر مواقع التواصل الاجتماعي أغرى كثيرين وكثيرات على إطلاق اسم (شاعر) أو (شاعرة) على كل من أقحم كلمة (بن) و(قهوة) و(أتقريفك).وغيرها من المصطلحات الرائجة التي تمنح ربما مرددها كلمة شاعر..
* لم يكن هذا الأمر وحده هو الباعث على الدهشة.. ولكن ظهور (تكتلات) جماعية تحمل مسميات تنتمي لهذا النوع من الفنون كان أكثر غرابة من هذا الاستسهال الشعري الذي تجده منشوراً على قارعة الفضائيات وقتما يشاء..وكيفما اتفق..
*لا يحتاج المبدع إلى (مؤسسة) ينطلق منها كما أنه ليس بحاجة إلى (بيوتات) وتجمعات حتى يظهر حداؤه الشعري، لأن الموهبة كالمطر لا تستجلب، هي قدر رباني..لن يجدي معه كل محاولات التلميع والظهور أو (الخصل المسدلة)..أو التقليد الأعمى للآخرين…اقترح أن يكون هناك جسم نقابي يحمي الشعراء الحقيقيين من تغول كثير من الأصوات النسوية التي ذاع صيتها مؤخراً وهي (معلمه الله من حبة موهبة)..
* في الأنباء التي جاءت من الإمارات إن المغني الشاب صاحب الجماهيرية العريضة في مجموعة عقد الجلاد شارك الفرقة في حفلتها الأخيرة.. والخير الذي كان صاحب الكاريزما الأكثر حضوراً في المسرح في حفلات المجموعة قبل خروجه منها يمكن أن يساعد في عودة المجموعة إلى عهدها السابق لملكاته التطريبية العالية، ولأن مكانه ظل شاغراً منذ رحيله عن الفرقة…لماذا لا يعود الخير إلى عقد الجلاد مرة أخرى..وتكون إدارتها بذلك قد قدمت خبراً سعيداً ومفرحاً لجمهورها).
* أصدرت الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون قراراً قضى بإيقاف بعض العاملين بالتلفزيون، بعد فضيحة بث لقطات من كواليس برنامج (قضايا اقتصادية).. والتلفزيون الذي يدفع الناس مرتبات موظفيه من الضرائب وخزينة الدولة، هو الآن أشبه بمن يعيش في جزيرة (شبه معزولة)، فلا أحد يشاهده..وليس له القدرة على صناعة رأي عام.. وفقد تماماً دوره في عملية صناعة وتوجيه الرأي العام، وربما لهذا السبب لم يكن أحد يهتم بما يبث على شاشته..
* قلنا مراراً وتكراراً إن الفضائية القومية ينبغي لها أن تضطلع بدورها القومي.. فهي فضائية لكل السودان وليست للحزب الحاكم وحده.. وهذا الآمر يتطلب من القائمين عليها ارتداء عباءة القومية وليس الحزبية الضيقة التي تسبح بحمد الحزب الحاكم وأصبحت أشبه بالنشرة الدورية..لن يعود للتلفزيون القومي ريادته وقوته ما لم يقوده مبدعون وليس موظفين.
مسامرة اخيرة
* النداءات المتكررة التي لا تكف عن المطالبة بعودة فنان مؤثر عبر الأصدقاء والكتابات الصحفية ومواقع التواصل الاجتماعي، تكشف إلى حد كبير حجم الفراغ العريض الذي تركه غياب هذا المطرب الملتزم بقضايا وطنه وبلده.. وكونه إحدى أدوات الوعي والاستنارة.. هو المطرب الوحيد، ربما في التاريخ السوداني القريب، الذي يتخلى بموقف مبدئي عن النجومية والأضواء والأموال لصالح ما يؤمن به.. تعرفونه جميعكم.. إنه “أبو عركي البخيت”.