القبض على “محيميد”
تختلف مع قوات الدعم السريع أو تتفق معها.. تبغض رؤيتها أم تحبها.. تتمنى أي شيء في نفسك نحوها.. أم تقدر مجاهدات قادتها وجنودها.. تبقى هناك حقيقة واحدة أن قوات الدعم السريع جديرة بالاحترام والتقدير.. وتستحق قياداتها من الفريق “حميدتي” القائد العام إلى أصغر ضابط يقيم تحت ظل شجرة في الصحراء تلهب جسده أشعة الشمس صيفاً وتتجمد أطرافه شتاءً.. يأكل وجبتين في اليوم، يسهر من أجل أن تنام أنت في الطائف ودردوق وشندي والفاشر.. وتغسل وجهك وتشرب كوب الحليب وتلعن الحكومة وتمتع نفسك بالواتساب والفيسبوك لأن هناك من يحميك.. ويذود عنك.. وأنت غير راضٍ به.
قوات الدعم السريع التي تنتشر على حدود السودان واريتريا تسد ثغرة ظلت مفتوحة لتهريب البضائع السودانية، وهي ذات القوات التي ترابط في وادي هور، وعلى الحدود مع ليبيا حيث لا وجود تاريخياً للقوات المسلحة السودانية هناك، إلا بعد إنشاء قوات الدعم السريع.. في يوم أمس الأول حققت هذه القوات انتصارين في وقت واحد.. تم القبض على مهربين للذهب على الحدود مع ليبيا.. وإلقاء القبض على مجرم قتل (24) شخصاً رمياً بالرصاص.. وقتل (14) منهم حرقاً بالنيران ونهب سيارات الحكومة وسيارات الأهالي وسعى في الأرض فساداً وظل مطلوباً للشرطة منذ العام الماضي، حينما ارتكب فظائع في أحداث الصراع القبلي بين الحمر والكبابيش.. وبعد ذلك تسلل هارباً إلى دولة ليبيا.. ووضعت قوات الدعم السريع نصب أعينها إلقاء القبض على المدعو “محيميد حسن آدم” حتى تم القبض عليه يوم (الأحد) وتم إيداعه حراسات الشرطة تمهيداً لمحاكمته وينتظر الناس رؤية العدالة في تنفيذ حدود الله الشرعية وأمام القضاة حالة لمجرم سعى في الأرض فساداً.. وهو تاجر مخدرات شهير ورئيس لعصابة من المتفلتين الذين كانوا يثيرون الفتنة بين مكونات المجتمع هناك.. ويستغلون غياب الدولة.. وعجزها قبل ميلاد قوات الدعم السريع التي لولاها لغرق السودان في مستنقعات من الدماء، ولدق التمرد مرة أخرى أبواب أم درمان، كما فعل ذلك في عملية الذراع الطويل التي قادها الراحل د.”خليل إبراهيم” من حدود تشاد حتى قلب العاصمة.
“محيميد حسين آدم” الذي تم القبض عليه على الحدود مع ليبيا يقابله متمرد آخر لقي مصرعه في الأحداث من قبيلة حمر يدعى “كدي” وهم أسباب الفتنة وموت مئات الضحايا وتشرد المساكين.. وتبديد قدرات الشرطة والأمن في احتواء النزاع الذي تعهد نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” في زيارته الأخيرة لغرب كردفان بإلقاء القبض على المتورطين فيه من الجناة الهاربين.. وبعد إلقاء القبض على “محيميد” الذي لا يمثل إلا نفسه.. ولم يدافع عن عشيرته بقدر ما أهدر دمها في فتنة يقودها هو.
ينتظر الناس سرعة إنفاذ القانون.. ومحاكمة عصابة “حميميد” بأعجل ما تيسر حتى تطوي ولايتي شمال وغرب كردفان ملف تلك الأحداث التي شكلت وصمة عار في الجبين.
قوات الدعم السريع التي ألقت القبض على عتاة المجرمين وفرضت هيبة الدولة.. وجعلت للحُكم شوكة وسنان.. وهي من ينوب عن كل المجتمع الدولي في الحرب على (تجارة البشر) كما يدعون.. وهي هجرة من مناطق النزاعات والحروب إلى أوروبا تستحق هذه القوات الباسلة التكريم وتقدير جهدها من كل أطياف المجتمع.. وتقديم العون لها.. لتؤدي واجباتها في الذود عن تراب الوطن وسد الثغرات.. والسهر بعين لا تعرف النوم من أجل البلاد وأمنها.. ووحدتها وهيبة حكمها.