المدرب السابق للهلال “محمد الفاتح حجازي” في قراءة فنية للهلال والمريخ في البطولة الأفريقية
"مازدا" مدرب بدرجة خبير والبصمة التدريبية لـ"فارياس" لا تخطئها عين
خبرة الكبار قادت الأزرق لتجاوز الليبيري والمشاكل الإدارية تسببت في وداع المريخ للبطولة الأفريقية
حوار ـ عبد الله أبو وائل
يعد المدرب “محمد الفاتح حجازي” المدير الفني السابق للهلال من المدربين الذين صنعوا شهرتهم من خلال قيادتهم لعدد من أندية الدرجة الممتازة، وقد تدرج “حجازي” في مجال التدريب من مساعد مدرب إلى مدرب عام حتى تقلد منصب المدير الفني بعدد من أندية الممتاز، قبل أن يجلس على كرسي الرجل الأول بالجهاز الفني للهلال في الموسم الماضي مديراً فنياً خلفا لزميله “خالد بخيت” الذي تقدم باستقالته في الجزء الأخير من الموسم الماضي، ورغم إشفاق البعض عليه إلا أن “حجازي” نجح في قيادة الهلال لنتائج جيدة، لينال الإشادة والتقدير من الفنيين وجمهور الأزرق الذي سانده خلال فترة إشرافه علي تدريب الفريق .. (المجهر) التقت بالمدرب “حجازي” في حوار محللاً لأداء قمة الكرة السودانية (الهلال والمريخ) من خلال جولتي تمهيدي أبطال أفريقيا، بجانب قراءته لمستقبل الفريقين خلال المرحلة المقبلة، وقد أجاب “حجازي” على أسئلتنا بكل وضوح وصراحة، فمعاً نتابع ما جاء على لسانه:
كابتن “حجازي” مرحبا بك علي صفحات (المجهر)
ـ مرحبا أخي “أبو وائل” وأتمنى أن أكون خفيف الظل على القراء، وأن أقدم الفائدة الفنية المرجوة.
بدءاً كيف رأيت (الهلال) من خلال جولة التمهيدي أمام (ليسكر) الليبيري وهل كان الأداء مقنعاً؟
ـ الهلال نجح في خطف بطاقة الترشح للدور الأول من خلال خسارته بليبيريا، وفوزه بأم درمان بهدفين نظيفين، والمهم في الأمر مواصلة الفريق لمشواره في البطولة بتفوقه على خصمه الليبيري، وحقيقة لم يكن المستوى جيداً، وذلك لأسباب عديدة أهمها عدم تجانس اللاعبين نتيجة لانطلاق الإعداد دون اكتمال كافة العناصر، حيث كانت هنالك مجموعة من كبار اللاعبين مع المنتخب الوطني ومن الطبيعي ألا يحدث الانسجام بين من انخرطوا في التحضيرات وأؤلئك الذين عادوا من المشاركة مع المنتخب في الشان.
كيف تفوق الازرق علي خصمه الليبيري؟
ـ الخبرة لعبت دوراً مهماً وحاسماً في تخطي الهلال لخصمه الليبيري، وأعتقد أن الكبار أمثال بشة وظفوا خبراتهم الطويلة في قيادة الفريق للظفر ببطاقة العبور من الدور الأول من البطولة، ولولا ذلك لكانت معاناة الأزرق كبيرة، ويمكن القول إن الهلال استفاد من مشاركة عدد من عناصره مع المنتخب الوطني، ليعتمد البرازيلي فارياس عليهم في حسم الفريق الليبيري، ورغم الخسارة في الذهاب بهدف إلا أن الرغبة كانت كبيرة من اللاعبين في إقصاء خصمهم الليبيري ونجحت الخبرة في حسم الأمر بصورة نهائية في لقاء الإياب.
برأيك هل هنالك بصمة تدريبية للبرازيلي فارياس؟
ـ بكل تأكيد بذل الجهاز الفني للهلال بقيادة البرازيلي فارياس مجهوداً مقدراً في تجهيز الفريق لهذه البطولة، وكانت الناحية التكتيكية أكثر وضوحاً من خلال مباراة الإياب التي أقيمت بأم درمان وكسبها الأزرق بثنائية نظيفة، ومن الواضح أن البرازيلي يعرف ما يريد.
هل تتوقع نتائج إيجابية للهلال في الدور الأول من الأبطال؟
ـ مستوي الهلال يشهد تطوراً ملحوظاً وذلك بفضل ما يقوم به الجهاز الفني من عمل فني كبير، وبقليل من الجهد الفني يستطيع الفريق تحقيق آمال وتطلعات جمهوره الوفي، ونتمنى أن يقف الجميع خلف الفريق ليمضي بثبات في هذه البطولة، ولكن لابد من معالجة السلبيات التي صاحبت أداء اللاعبين في جولتي التمهيدي، حتى لا تتكرر مستقبلاً، بجانب تجهيز عناصر أكثر فائدة للفريق، وأعتقد أن مباريات الممتاز ستسهم في تجهيز تلك العناصر.
* كابتن حجازي لننتقل إلى المريخ للوقوف على أسباب وداعه لبطولة الأبطال من دورها التمهيدي؟
ـ المريخ ودع البطولة الأفريقية من مباراة الذهاب التي خسرها بثلاثية نظيفة، وذلك لأسباب يعلمها الجميع، أبرزها عدم الاستقرار الإداري، بجانب المشاكل التي صاحبت تحضيرات الفريق بعدم اكتمال العناصر التي توزعت بين الانخراط في الإعداد، ومرافقة بعضها للمنتخب الوطني، إضافة لغياب المصابين الذين خضعوا للعلاج خلال فترة الإعداد، وكل ذلك قلل من خيارات الجهاز الفني في اختيار التشكيلة التي يدفع بها أمام الفريق البتسواني، ويعلم الجميع أن المريخ ودع الأبطال منذ مباراة الذهاب التي خسرها بثلاثية نظيفة، وكان من الصعوبة أن يعود ليقلب الطاولة على خصمه في لقاء الإياب لعدم اكتمال عناصر الفريق خاصة التي تتمتع بالخبرات المطلوبة.
أين كانت المشكلة الفنية للمريخ؟
ـ المريخ يعاني في وظيفة قلب الدفاع، وبلا شك يحتاج الفريق لعناصر تتسم بالرشاقة والخفة والقوة، وهذه الصفات لا تتوافر في الثنائي أمير كمال وأحمد عبد الله ضفر، ولو توافرت للجهاز الفني عناصر غير الثنائي، لكانت النتيجة غير التي تسببت في وداع الفريق للمنافسة الأفريقية.
عناصر الخبرة بالمريخ هل تسببت في خروج الفريق من الابطال؟
ـ بمثلما تفوق الهلال على خصمه الليبيري نتيجة لمجهودات عناصر الخبرة، فإن غياب من لديهم الخبرة بالمريخ تسبب في وداع الأحمر للبطولة الأفريقية، لأن مثل تلك المباريات تكون بحاجة لعناصر تشبعت بالخبرات، ولكن المريخ افتقد لتلك العناصر
ماذا بعد وداع المريخ للبطولة الأفريقية؟
ـ في اعتقادي أن الدوري الممتاز من شأنه أن يسهم في تجهيز المريخ بالصورة المطلوبة، ويمنح الجهاز الفني خيارات جديدة من اللاعبين، ومن خلال تلك المنافسة سيكون التركيز كبيراً من اللاعبين والجهاز الفني، إذ أن المشاركة في منافستين سيكون له أثره السلبي في تشتيت التركيز، بينما القتال في جبهة واحدة يزيد من معدل التركيز، وأقول لا خوف على المريخ خلال الفترة المقبلة، إلا من عدم الاستقرار الإداري، بجانب أن خبرات مازدا ستلعب دوراً كبيراً في تجاوز الأحمر لهذه المرحلة.
برايك هل هنالك بصمة تدريبية للكابتن مازدا؟
ـ مازدا مدرب بدرجة خبير، وهو صاحب فكر تدريبي لا يستهان به، سيما وقد اكتسب خبرات طويلة من خلال إشرافه على المنتخبات الوطنية المختلفة، ورغم تسلمه لتدريب الفريق في ظروف غير عادية، وانطلاق التحضيرات بعدد قليل من اللاعبين بسبب التحاق البعض بمعسكر المنتخب وغياب مجموعة نتيجة الإصابة، إلا أنه استطاع أن يضع بصمته التدريبية بوضوح، ونجح في توظيف اللاعبين نتيجة لمعرفته بمستوياتهم، ولو كانت عناصر المريخ مكتملة منذ انطلاقة الإعداد لما ودع الفريق الأبطال.
ماذا تقول في ختام هذه المقابلة؟
ـ أشكركم في المجهر على هذه السانحة التي أطل من خلالها علي القراء، وأتمنى أن أكون قد كنت خفيفاً عليهم وتمنياتي للهلال بمواصلة مشواره الأفريقي بتجاوز خصمه التوغولي .