الديوان

“إبراهيم حجازي”.. رحيل صناجة التشخيص الدرامي

أحد صناع الحركة المسرحية بالبلاد

الخرطوم – المجهر
انتقل إلى رحمة مولاه أمس الأول (السبت)، الممثل الكبير “إبراهيم حجازي” أحد رواد الدراما والمسرح السوداني بعد صراع طويل مع المرض بالعاصمة المصرية القاهرة، وسيصل جثمانه في الثانية عشرة والنصف من صباح اليوم (الأحد)، فيما يتم تشييعه في الثامنة من صباح اليوم بمقابر البكري بالخرطوم.
ويعد الراحل أحد الرموز الإبداعية الكبيرة، وهو واحد من قادة التنوير في المجتمع، واستطاع أن يؤسس لمدرسة في التمثيل، وعمل على ربط الأواصر بينه وبين شباب المسرح، وواحداً من مؤسسي الحركة المسرحية بمشاركته في بناء عدد من الفرق المسرحية.
وخصصت قناة النيل الأزرق فترتها الصباحية ليوم أمس (السبت)، لرحيل الهرم الدرامي الذي يعد أحد رموز الفن والثقافة السودانية الذي رحل في وقت مبكر من فجر أمس، بالقاهرة، التي سافر إليها في رحلة علاج، وعددت مقدمة الفترة الصباحية “نسرين النمر” مآثر فقيد البلاد الذي يعتبر أحد رموز الثقافة والدراما بمختلف أشكالها، وكان له إسهامه الكبير فيها من خلال المسرح والدراما الإذاعية والتلفزيونية، إلى جانب اهتمامه بالشباب .
وتحدث خلال الفترة عبر الهاتف الأستاذ “جمال عبد الرحمن”، حيث قال إن رحيل “إبراهيم حجازي” يعتبر فقداً عظيماً لأحد ركائز الدراما والفنون، وقال إن الأستاذ “حجازي” لم يجد الاهتمام اللازم طوال حياته، وحتى خلال فترة مرضه لم يجد الاهتمام الذي يوازي عطاءه الكبير للسودان، فهو رقم كبير وصاحب مسيرة عامرة، ومن المؤسف أن يكون هذا حال المبدعين في بلادي .
وقال “علي مهدي” رئيس مجلس المهن الموسيقية والدرامية إن رحيل أستاذ الأجيال “إبراهيم حجازي” يمثل فقداً عظيماً للثقافة والفن السوداني، مشيراً إلى أنه قدم الكثير من نجوم الدراما للأضواء، وظل مؤمناً بقضية التواصل بين الأجيال، وبذل جهداً كبيراً، وقدم تضحيات أكبر خدمة لمسيرة الدراما بمختلف أشكالها، وقال إن الراحل “حجازي” يملك متحفاً خاصاً جمعه بمجهوده الخاص، يعكس تاريخ وثقافة السودان منذ المهدية، وهذا المشروع يجب المحافظة عليه تقديراً له وحفظاً للإرث الخالد .
وعبّر الدرامي المعروف “نادر مدني” عن حزنه العميق لرحيل الأستاذ “إبراهيم حجازي”، مؤكداً أنه كان رمزاً من رموز الدراما وأحد فرسانها، وعاشقاً قدم لها الكثير، حيث كان كبيراً مع الكبار وصغيراً مع الصغار، وقد عملت معه في أكثر من عشرين عملاً مسرحياً ودرامياً ما بين المسرح والإذاعة والتلفزيون، كان أبرزها مسرحية “ضريح ود النور” التي عرضت بالمسرح القومي، وقال إن مشروع “إبراهيم حجازي” الخاص بالإرث السوداني وما يملك من تحف يجب أن تحفظ في قسم خاص بالمتحف القومي يحمل اسمه، تقديراً لعطائه الكبير.
وقال الدرامي الشاب “الكندي الأمين” إنهم كجيل وسط استفادوا كثيراً من الراحل لأنه ظل قريباً منهم، ومشاركاً معهم بالرأي والمشورة وتقديم النصح، وقد استفدنا كثيراً منه لأنه صاحب خبرة طويلة.
وسبق أن كرمت رئاسة الجمهورية ضمن برنامج تواصل الممثل “إبراهيم حجازي” وزاره بمنزله بأم درمان، عدد من الدستوريين وخاطبهم الراحل “إبراهيم حجازي” قائلاً: (يعجز الإنسان عن الحديث أمام هذا الحضور الكبير)، موضحاً أن العلاقة بين الفنان والحاكم علاقة وثيقة وقديمة أنتجت للعالم كمية من الآداب، ضارباً مثلاً بحضارات (بابل) و(قدماء المصريين) و(عصر النهضة)، وقدم التحية إلى الدولة التي ترعى المبدعين، ووعد بعدم الهجرة مجدداً وأن يقدم للوطن كل غالٍ ونفيس حتى يرحل للعالم الآخر.
وقال “حجازي” في تصريح خاص لـ(المجهر) وقتها، إنه شعر بالسعادة أن هناك من يهتم به ويقيّم عطاءه ويتابع خطواته للوقوف على ما قدم للوطن. وشكر كل من قدم ويقدم للوطن، ووعد مجدداً بالاستمرار في عطائه.
وأنشأ الراحل متحفاً خاصاً به جمع فيه تراثه الإبداعي الذي امتد لنحو أربعين عاماً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية