أخبار

وابتسامتك يا هارون!!

{ إذا تبادل “أحمد هارون” و”ياسر عرمان” الابتسامات في فندق الشيراتون الذي شيده المستثمر السعودي (العامودي) وفاء لخؤولته الأحباش، ففي فناء الفندق الفخيم التقى أصدقاء الأمس وفرقاء اليوم وربما أحباب الغد، الابتسامة التي تبادلها “هارون” و”عرمان” بددت عبوس عام وثلاثة أشهر من الفراق..
{ كانت كادوقلي محطة الوداع الأخير و”عرمان” يتوجه بالطائرة الرئاسية من مطار كادوقلي للخرطوم بعد تنسيق عملية احتلال المدينة مع “الحلو” والتي تبدأ بعد إقلاع الطائرة الرئاسية من المطار مباشرة والمجموعة التي أسند لها اغتيال الوالي “أحمد هارون” تسللت لداخل المطار، و”عرمان” يطل من سلم الطائرة ويلوح بيديه لصديقه “هارون” وهو مطمئن جداً لنجاح عملية التصفية المرتقبة وأن وداعه لهارون هو الأخير.. لكنهم التقوا ثانية في الزهرة الجميلة مدينة الأساطير الإفريقية، والحب يبدأ بالنظرة التي تداعب العقل ثم ابتسامة تنفذ للقلب ولقاء وعناق يبدّد فراق السنين.. وحينما يتبادل “هارون” و”عرمان” الابتسامات تختفي وراء الشفاه المسافة الفاصلة بين “كمال عبيد” و”باقان”، وابتسامتك يا “هارون” تنفذ لقلب “عرمان” وتحكي عن حبك إليهم وتحكي عن بعد الوصال..
ولكن لا تزال في القلوب الذكريات المرة باقية، ولو كان “عرمان” يعلم أن “هارون” (سينجو) من كمين الكتمة ما كان تردد لحظة في لما حار بيه الدليل.. وأصبح في المنافي يجوب مدن الصقيع بحثاً عن كنز كان بين يديه وضاع في لحظة شعور زائف بأن كادوقلي هي بنغازي السودان وأن الجيش الشعبي قد يصبح كتائب تحرير جديدة.. لكن جاء “عرمان” بجيشه ووجد قواتنا المسلحة (ياها) القوات التي لم ينقصم ظهرها أثناء العدوان الثلاثي وطاف في الأفق صور أبطال معركة مطار جوبا وخور أنجليز وملوال شات والكنيسة لول..
{ تاني عادت مواجعنا حينما نتذكر (قبيرة) صغيرة في موبيل وأصوات الرشاش بيتكلم، و(نذكر) قصة حبنا الأول بين “هارون” و”الحلو” أخيه، والحزب والجماهير والمؤسسات والإدارة الأهلية والمجتمع المدني قد اختزل أحلامه وتطلعاته ورهن مستقبله في أعناق الصديقين (هارون والحلو) وتصبح شمس (الكتمة) وقد اخترقت الخطى، وتبدد ليل الشراكة لفجر صارم القسمات كان مطلوباً من الشعب الصامت أن يضحي ويقاتل ويموت دفاعاً عن صناديق الانتخابات..
ومات الناس عشرات ومئات وآلاف وتمددت الحركة الشعبية حتى أضحى الوصول للدلنج من الأبيض بالطوف العسكري درءاً لخطر التمرد وابتسامتك يا “هارون” في وجه “عرمان” بأثيوبيا تضيء المكان، وعيون الصحافة تلتقط الصورة، ولكن وراء الابتسامات (كتمت) دموع، وأسى وأحزان، وموت يحصد الأرواح، وكل شيء في انتظار المحنة والريدة القديمة، وأن يرسل “عرمان” بدمع الشوق مع كل طلقة من الجبال تكتب عذابي، وحلفت يا “عرمان” (بود مريم) أن تصعد على جماجمنا وعبر ابتساماتنا وقلوبنا الطيبة لتنال ما تتوق إليه ولو بعد حين!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية