أخبار

حكايات “السبت”

{ الممثل الصاعد بقوة “محمد جلواك” موهبة تمثيلية قوية استطاع أن يلفت له الأنظار بشدة من خلال مسرحية (ملف سري) التي كان نجمها الأول رغم (دهاقنة) المسرح أمثال “جمال عبد الرحمن” و”محمد عبد الله” و”أمير عبد الله”.. ولكن “جلواك” يسعى متعمداً إلى (حرق) نفسه كممثل بالظهور المتتابع واليومي عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي.. لا يدرك “جلواك” (ذكاء المسافة) بينه وجمهوره.. لا يريد لجمهوره أن يشتاق له، لذا فإنه يسعى إلى أن يصل إليه في أي مكان (مواقع تواصل اجتماعي، قناة فضائية، مقاطع فيديو)، وهذا خطأ مهني كبير للغاية.. خطأ من الممكن أن يجعل تتابع ظهوره بهذه الطريقة فيه (محرقة) كبيرة لنجوميته.
{ ابتعد قليلاً عن القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي.. واعمل في صمت لعمل مسرحي جديد أو اسعَ إلى تطوير شخصية (حاج الطيب) في (ملف سري) في عرضها القادم.. دع مسافة بينك وبين جمهورك حتى يشتاق لك.. لا تكن متاحاً بهذا الشكل اليومي والمتتابع.. ووقتها ستكون قد حققت معادلة النجومية التي تستحقها بموهبتك الكبيرة.
{ أطلق الفنان الشاب “صفوت الجيلي” أغنية جديدة للأطفال.. و”صفوت” الذي لم يستطع حتى الآن تجاوز محطة أغنية أو اثنتين أو أن يكون مطرباً (بوضع اليد) لا يستطيع أن يبتعد أكثر من ذلك، وهذا لأن إمكاناته الفنية (ضعيفة للغاية)، في الوقت الذي نجد أبناء دفعته من المطربين يملأون الساحة غناءً.. أو ضجيجاً.. فيما يتحرك هو في مساحته الضيقة التي تشبه قدراته الأدائية.. ولكن “الجيلي” جيد في الغناء للأطفال، ومن الممكن أن يحقق فيه نجاحات تضيف له.. لذا من الأفضل له أن يتحرك في المكان الذي يستطيع أن (يبصم) فيه جيداً.. وأن يترك إنتاج الأغاني الشبابية لأن هذا الأمر (شَعَراً ما عندو ليهو رقبة).
{ من يقنع وزارة الثقافة أن دورها ليس إقامة الورش في (الصالات المغلقة والمكيفة)، وأن دور الوزارة الذي يدفع الشعب السوداني مرتبات العاملين بها من قوت أبنائه ليس مجرد (قرارات) تظل حبيسة أدراج (المكاتب الرطبة)، وأن الابتسامات الصفراء المعلقة على مشاجب (الوجوه البيضاء المنعمة) ليست مدخلاً حقيقياً لعلاقات الوزارة.. من يقنعها أن الفعل الثقافي الحقيقي يكون بالخروج إلى الشارع ودعم المبدعين الحقيقيين- وليس الموظفين- ومد يد العون لهم.. من يقنعهم أن عملهم الحقيقي يكمن في دعم الفعاليات الثقافية التي تبرز تنوع البلاد وتظهر جوهرها الذي كادت أن تمحوه كثرة الصراعات والإحن.. من يقنعها أن الثقافة السودانية هي دعم الثراء الذي تتميز به المكونات الإثنية المختلفة التي تميز بلادنا عن بلاد الدنيا كلها.. من يقنعها بأن تخرج إلى الشارع وتلتقي التشكيليين والشعراء والرسامين والفنانين والدراميين وتمنحهم الأمل وبعض (مدخلات العمل).. من يقنعها بذلك قبل أن تضيع تنبيهاتنا هدراً.. ويلفها النسيان؟!
} مسامرة أخيرة
في ليلة شفتها مرتين
في رؤية ما أضغاث منام ما صورها إبليس اللعين
لاقتني زي نفس الصباح لاقتني بي كل ارتياح
زي نسمة في التلت الأخير نفحت وجوه الذاكرين
يا عايشة ما بين الضلوع ساقياها ذكراك بالدموع
يا هالة من تالا الشروق سكنت خيار القبلتين
“محمد أحمد الحبيب”

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية