غريب يقتلني
غريب يمزق أحشاء الكلمة إرباً، يقتحم الأوراق عشية كل كتابة!!
غريب يفتح قلبي على مصراعيه يخرج ما يشاء من قديم النبض ليزرع مكانه نبضاً يحمل دمه وإيقاع خطوه البطيء!!
غريب يخجلني حتى النخاع لأنه يقرأ كتابي مراراً ويفسرني على كيفه!!
يؤرجح فمي جيئة وذهاباً لأجد ما أجاوب عنه، يؤرخ لبقائه حين كل لقاء!!
غريب يرتق جراح المساء ليقابل الصبح بابتسامة قاتلة!!
غريب يقتلني!!
يحفر لي قبراً هلامياً لم تسمع به الأرض قط، يحمل أشلائي في أشلاء ذاكرته التي لا تتسع لسوى النسيان!!
غريب يعلن عزائي عند كل ناصية من نواصي الحياة ليبدأ مراسم النواح اليتيم!!
غريب تشتم أنفه أماني قلبي عبر مائدة القصيد، فيغزوها كيفما شاء ومتى ما أراد!!
أنت روضت عقلاً ألجم الناس، سافر في أذهانهم دون أن يسألهم حق السفر.. وولجت أفكاره عوالمهم دون حق دخول واحد!!
أنت انتشرت انتشار السم في الدم دون أن يدرك الحس كيف أتيت، وسكنت حيث شيدت دارك قسراً، وحكمت العقل والقلب والذاكرة!!
أنت وجعي الذي منه أشتكي للوجع!!
وبكائي الذي منه أشتكي للدموع!!
ورحيلي الذي لا يواسيني على حلوله سوى الزمن!!
سيان عندي أن تكون معي أو لا تكون، فالأمومة تظل قائمة وإن رحلت الأمهات، والبنوة تفتح شراع الحب وإن رحل الأبناء، وأنت مستقر في عميق الروح أبداً وإن لم اعترف لك من قبل!!
هذا الشك الذي يتخذ من عينيك داراً أحبه وأكرهه، أحبه لأنه بصمة تميزك عن غيرك من أنصاف الرجال، وأكرهه لأنه يجبرني على الابتعاد عنك ما استطعت، ليس لأني أخافك أو استحي منك حين أقول، ولكن لأني أكون في أقوى احتمالات صدقي دائماً حين أحدثك عني!!
أتدري؟!!
أنا أترقب خروجك من القلب قبل أن تبصر العين اسمك الذي يقفز على عجل من حائط الهاتف المرتفع!!
أترقب خروجك من القلب قبل أن أجيب عليك دائماً وأنا أتساءل، ترى لماذا أرتجف حين كل محادثة؟ أتراني أعشقك أم ماذا؟!
ينقطع حبل تفكيري لأرحب بصوتك القادم من أرض العتاب دائماً لأقول مرحباً!!
إذن سيداتي سادتي، رحبوا معي بغريب بنى داره في القلب، فتركت له القلب ومضيت نحو طريق الحياة!!
فأنا وأنت ناران يزداد اشتعالهما حين كل لقاء!!