الديوان

الفنان "ياسر تمتام": لماذا لا تنظر الرقابة في كتابات الصحفيين الفنيين غير المؤهلين.. وتشتغل سياسة وبس!!

“ياسر تمتام”، فنان مثقف وواعٍ يمتلك خامة صوتية مميزة مكنته من الوصول إلى سُدة نجومية الغناء الشعبي، وتُحسب له مساهمة في انتشار أغاني الحقيبة وسط الشباب، كما أنه يُعد من أشهر من اهتم بالتراث الشعبي، (المجهر) التقته، وتناولت معه العديد من القضايا، وكشفت عن جانب آخر من حياته، عن طريق زوجته، فتعالوا معاً نستمتع بمضابط الحوار:
{ مرحباً بك أستاذ “ياسر تمتام”؟
– مرحب بكم، ومرحب بقراء صحيفة (المجهر).
{ طبعاً أغلبية الناس بتفتكر أن بك (تأتأة).. عشان كدا لقبوك بـ(تمتام)؟
– أبداً والله أسرتي كلها ما فيها ولا زول واحد (بتمتم)، و(تمتام) لقب جدي، وجاء من عبارة (تمتام الناقصة)؛ لذلك اشتهرت أسرتي بهذا اللقب.
{ أنت من نوري.. هل الأسرة كلها هناك؟
– الأسرة انتقلت بدري إلى أم درمان.
{ في البلد ما عندك حواشة؟
– عندي والله.
{ بتمارس الزراعة؟
– أمارس زراعة متطورة بصحبة بعض العمال، وأكون مشرفاً عليهم.
{ ومتخصص في الإنتاج الحيواني؟
– بكل تأكيد، ووالدي أصلاً أستاذ بجامعة السودان كلية شمبات الزراعية، ونحن مزارعون بدءاً، كلها أسباب وعوامل لعبت دوراً كبيراً في دخولي كلية الإنتاج الحيواني بجامعة السودان.
{ يعني بتحب الطبيعة والحيوانات الأليفة؟
– أعشق الزهور والعصافير، ومنزلي حديقة حتى أسرتي الصغيرة وتحديداً أبنائي (محمد وصلاح) يحبان الزراعة بصورة (غريبة).
طيب (دايرهم) يطلعوا زيك؟ في الفن والدراسة؟
– والله أنا لا أفرض عليهم شيئاً، فقط عليهم أن يشيروا للدراسة التي تعجبهم فأنا معهم.
{ آنت بتتمنى ليهم شنو؟
– أتمنى أن يتخرج واحد منهم مهندساً معمارياً.
{ كدي نرجع بيك شوية لأيام الدراسة؟
– يا سلام، أجمل ما في أيام الدراسة أنني قضيت (4) سنين وسط ناس طيبين في (أم ضواً بان) وكانت أروع أيام حياتي، كان لدي العديد من الأصدقاء وما زلت أتواصل معهم، ومن هنا أوجه شكري وتقديري للأهل وكل أحبائي في (أم ضواً بان)، ومن الأشياء التي أتذكرها، كانت هنالك جمعية أدبية (بأم ضواً بان) كان يغنى بها طالب اسمه “عماد”، وعندما تغيِّب مرة بسبب المرض اضطررت لصعود المسرح للغناء، ومن هنا بدأت مسيرتي، ثم وجدت تشجيعاً ودعماً من كثيرين فواصلت طريق، رغم أنني كنت متمسكاً بالدراسة.
{  وتكتب الشعر أيضاً.. حدثنا عن ذلك؟
– منذ زمن بعيد كتبت أول قصيدة بعنوان (اشتياقي ليك) ولحنتها، ثم كتبت العديد من المدائح النبوية، والآن لدي عدد من الأغنيات الخاصة من كلماتي وألحاني.
{ وماذا بعد الأغنية الأولى؟
– بعدها كتبت عدداً من الأغنيات من ضمنها (سيب الجفا، يا ليالي، نجوم الليل، ولوم) وجميعها من ألحاني.
{ برنامج (أغاني وأغاني) هذا الموسم رغم الإضافات.. يقال إنه باهت ولم يقدم جديداً؟
– أعتقد أن الهجوم على البرنامج يدل على نجاحه، وأنا على ثقة تامة أن كل من ينتقد البرنامج هو أول مشاهد له والبرنامج ناجح، أما عن الذين انضموا إلى البرنامج فالجميع يعرفهم، فمن لا يعرف (حسين شندي وسميرة دنيا)،  هؤلاء لهم بصمتهم الواضحة في خارطة الغناء السوداني، ومن يقول إن البرنامج ومن يقول أن البرنامج لم يأتِ بجديد يناقض نفسه فقط، ليس إلا.
{ أنت تحديداً.. قالوا عنك كنت خانق المايك؟
– أنا بس داير أعرف المايك دا بمسكوا كيف.
{ وقالوا أيضاً إنك كنت دون المستوى في تقديم أغاني الحقيبة؟
– نعم، إحدى الصحف أشارت إلى أنني لم أكن حريصاً على الحقيبة، لكنني أتساءل من أعطاني الحق لأكون المحافظ على التراث؟، أما عن أنني كنت دون المستوى، فأقول: أني أثق في إمكاناتي، ويكفي أنني وصلت إلى أذن المستمع السوداني، بل واعتبر نفسي من الفنانين المحافظين على التراث الأصيل، وأنا احترم الشخص الذي ينتقدني كفنان بعيداً عن الأشياء الشخصية، وهذه واحدة من مصائب الدنيا أن ينتقدني صحفي امتهن الصحافة حديثاً، وهو أيضا دون المستوى، وكان بإمكاني أن أرد عليه مباشرة، أو عبر صحيفة، ولكنني لا أهبط إلى هذا المستوى، ولدي سؤال مهم، وهو لماذا لا تنظر الرقابة إلى كتابات الصحفيين غير المؤهلين الذين يكتبون عن الفن بمنظورهم الشخصي، بينما تنظر إلى الكتابات السياسية فقط، ينبغي أن تكون عادلة ومنصفة في تطبيقها للقوانين.
بما أنك من جيل الوسط.. كيف يمكن أن نجري مقارنة بين جيل الوسط والجيل الحالي؟
– جيل الوسط وجد تشجيعاً من جيل الفنانين الكبار، أما الجيل الحالي تعبان نسبياً، لأنه دخل الفن من أجل المال والشهرة، وليس من أجل الفن نفسه، ولا يهمه ماذا يغني، ويكفي أن جيل الوسط لم يأت بشواذ الكلم والألحان، وأتمنى أن يتلاشى الفيروس (الحايم).
يعني هسي ما في فنان عجبك من الشباب؟
– تعجبني جداً تجربة الفنان “طه سليمان”، فهو يمتلك إمكانيات هائلة أتمنى أن يسخرها ويستغلها جيداً، وغير ذلك هو امتداد لجيل قادم.
تفتكر مشكلة الفنانين الشباب شنو؟
– مشكلة كبيرة، ووهم يعيش فيه بعض صغار الفنانين الذين صنعتهم (الجرائد) دون قصد ولمعتهم كفنانين نجوم وهم دون المستوى.
أنا أعلم أن النص يمكن أن يكون ركيكاً.. ولكن كيف يكون اللحن كذلك؟
– للعلم، أن الألحان الموجودة الآن جميعها دائرية ومكررة، والملحنون لافيين في ساقية جحا، وأحياناً تجد فناناً عمره الفني (3) سنوات، ويقول هذه الأغنية من الحاني.
ليه بتلوموا الفنانين الشباب.. يعني زمان ما كان في غناء هابط؟
– هذه حقيقة، زمان الفن في فترة من الفترات تعرض لنكسة مثل التي يمر بها الآن، ولكن ناس “العبادي” وضعوا رقابة مشددة، وحاربوا مثل تلك الأشعار وتم تفريغ الألحان في قوالب نصية عرفت بأغاني التفريغ فأصبحت الساحة معافاة.
والحل؟ كيف نحارب هذه الظاهرة.. برأيك؟
– أولاً على الإعلام أن يقلل من ظهور مثل تلك الألحان، ثانياً لا بد أن يتخذ قانون مزاولة المهنة قرارات صارمة تمنع أولئك الذين يتغنون بأغنيات تشمئز منها النفوس، وذلك من أجل أبنائنا الصغار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية