نقاط في سطور
الأمريكان تعوزهم الحنكة.. والدهاء والقراءة الجيدة لواقع بلدان العالم الثالث وخاصة أفريقيا.. حينما تتزايد الضغوط الأمريكية على “سلفا كير ميارديت” رئيس دولة الجنوب لإرغامه على التنحي من السُلطة، وتقديم وعود له بتوفير الحماية الشخصية له ومنحه حق اللجوء في الأراضي الأمريكية، فإن ذلك يعتبر سبباً كافياً لتمسك “سلفا كير ميارديت” بالسُلطة والمغامرة والعناد.. ورفض التسوية التي تأتي على حسابه وحساب المجموعة التي تحيط به وتنافح عنه وقد ارتبطت مصالحها ببقاء “سلفا كير” في الحُكم.. وهؤلاء لا يعجزهم اغتيال الرجل إذا شعروا بأنه يحني رأسه للولايات المتحدة ويختار الخلاص الذاتي على الطريقة الأمريكية ويتركهم هائمين على وجوههم في غابات الاستوائية.. التسوية الموضوعية والعادلة هي تقاسم المعارضة والحكومة مقاعد السلطة لفترة انتقالية تمتد لأجل معلوم، ومن ثم إجراء انتخابات.. لتوطين الحكم الديمقراطي المدني في جنوب السودان، أما الوصفة الأمريكية فإنها حتماً لن تعالج أمراض الدولة المسكونة بالحروب والخلافات.
مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني” أطلق دعوة لعقد مؤتمر عاجل لبحث ومراجعة الأوضاع الاقتصادية في البلاد لاسيما الارتفاع المتصاعد لأسعار السلع الضرورية.. دعوة مولانا مقبولة جداً من زعيم الحزب الثاني في الحكومة.. ولكن قبل الدعوة نطلب من مولانا زيارتنا في الداخل.. والجلوس معنا نحن أهل السودان ومعرفة أحوالنا عن قرب.. بدلاً من الرسائل التي يبعث بها من مقر إقامته في القاهرة ولندن.. مولانا خرج بعد اندلاع المظاهرات الشهيرة في سبتمبر وفي تقديرات الرجل أن السُلطة على حافة السقوط وآثر القفز عالياً لليابسة إذا كانت السفينة غارقة في البحر.. ولم يسقط النظام أو تغرق السفينة لكن مولانا خرج ولم يعد حتى الآن.. فهل يعود مولانا في شتاء هذا العام؟ أم يبقى بعيداً عنا.. وقريباً من القاهرة!!
خلال العام الماضي بلغت حصيلة إنتاج الذهب (103) أطنان، تم تصدير ثلاثة أطنان فقط عبر النوافذ الشرعية، وذهبت مائة طن إلى الخارج من خلال نوافذ التهريب إلى دول الخليج.. والآن تقول الحكومة إنها حظرت تصدير الذهب على القطاع الخاص والشركات، وحصره على البنك المركزي فقط، فهل البنك المركزي يستطيع تقديم أسعار واقعية تجذب مدخرات المعدنين من الذهب؟ أم ان البنك المركزي يقدم أسعاراً ميتة تدفع المواطنين والتجار لتهريب الذهب، إما عبر الحدود الممتدة أو من خلال نافذة مطار الخرطوم.. أما كيف يتم تهريب الذهب من خلال مطار الخرطوم.. تلك قصة أبطالها كبار التجار ممن يغادرونا البلاد بصالات كبار الزوار ولا تستطيع عيون الرقابة في المطار توقيفهم!! لذلك تهدر إمكانيات السودان ولو وضع عدد المائة طن من الذهب التي هربت العام الماضي كاحتياطي للسودان لحصلت البلاد على ما تريد من القروض الميسرة.. ولكن!!
من أخطاء وزارة الطرق ،أنها جعلت مسار السكة حديد القديم مساراً لقطار مدني الجديد الذي يقولون إن سرعته أكثر من مائة كيلو متر في الساعة.. الخطأ الأول في مسار الطريق داخل الخرطوم والذي يبدأ من موقف شروني مروراً بالرميلة.. والصحافات حتى سوبا.. وفي هذا خطر بالغ جداً على المركبات التي لا تأبه كثيراً لشارات المرور.. وكان حرياً بأن يبدأ القطار رحلته لود مدني من منطقة سوبا.. ثانياً.. الرحلة داخل الخرطوم تستغرق وقتاً طويلاً جداً يجعل الوصول لمدني عن طريق القطار يحتاج لصبر وطول بال.. واستعداد لإهدار ساعات عديدة داخل الخرطوم قبل أن ينطلق القطار مسرعاً من سوبا حتى ود مدني.