الديوان

ليلة رأس السنة .. حشود بالملايين وعائدات بالمليارات

الخرطوم:المجهر
لم يكن الاحتفال برأس السنة في السنوات الماضية يتجاوز طبقات بعينها في المجتمع، إذ أن الأغلبية ظلت تتعامل معه كيوم للراحة مثله مثل العطلات المعروفة، لكن سرعان ما تغيرت النظرة هذا العام إلى أن بلغ هوس الاحتفالات داخل الخرطوم معظم الأحياء حتى الشعبية منها، فأصبحت تضج بالصراخ والهتاف والألعاب النارية عندما تبلغ عقارب الساعة الثانية عشرة ليلاً معلنة عن ميلاد عام جديد انتظره الناس بفارغ الصبر.
وربما كانت الأزمة الاقتصادية هي ما أسهم في تمدد الاحتفالات برأس السنة إلى الأحياء الشعبية هذا العام بحسب البعض، فالقطاع الواسع الذي يرزح تحت وطأتها ظل يتصيد الفرص مهما صغرت لتحويلها إلى حدث ضخم يرسم على شفاه الناس أفراحاً ولو مؤقتة.
سهر وصخب
مع إطلالة العام 2018 ومنذ النهار ظلت الخرطوم صاخبة بشكل لا مثيل له، حيث سهر ثلثي مواطنيها حتى الثالثة فجراً في الحدائق العامة على قلتها، ولأول مرة منذ سنوات يخلو شارع النيل الخرطوم وأم درمان من الرواد ويظل بعيداً عن صخب الاحتفالات في أعقاب قرار إغلاقه، ولم يعكر صفو السهرات شيء بعد أن مددت السلطات التوقيت حتى الثالثة فجراً ، واللافت أن الجموع المحتشدة من كافة الطبقات الغنية منها والفقيرة، تلاقت أفكارها في التخطيط لتلك الليلة فتقاطرت صوب الحدائق والصالات للاستمتاع بالاحتفال.
وعن ذلك يقول عوض حسين ، وهو موظف حكومي لـ ( باج نيوز) ، إنه ورغم دخله المحدود اجتهد ومنذ وقت مبكر في توفير كل مستلزمات الليلة المشهودة ،وأضاف: اشتريت الملابس لأطفالي وجهزت التذاكر للحفلات الجماهيرية وقلبت في الخيارات المتاحة من أجل زرع البهجة لصغاري.
كثيرون مثل عوض من الموظفين وسائقي الأمجاد والعتالة وبائعات الشاي اجتهدوا منذ وقت مبكر في توفير المال للاحتفال ، وتقول زهراء محمود (بائعة شاي) لـ ( باج نيوز) إنها وفرت مبالغ نقدية لايستهان بها من أجل فرحة أطفالها فليس لديهم غيرها كما قالت ” في رأس السنة تتساوي السعادة بيننا وبين الأغنياء ونحن راضين بحكم الله”

غياب معركة البيض
رغم حالة التباين حول مغزي الاحتفالات برأس السنة وإصدار بعض المجموعات فتاوى تحرم مثل هذا النوع من الاحتفالات،توقع البعض حدوث ما لا يحمد عقباه، إلا أن الليلة مضت بسلام وبحسب ما يشتهي الجميع، ولم تحدث تفلتات.
واختفى من شوارع الخرطوم التقليد المكرر الذي يجعل الجميع في حرب مفتعلة أدواتها البيض والمياه، ربما كان غلاء البيض سبباً في ذلك، إذ ليس في مقدور أحد أن يضحي بثمن بيضة يصل ثمنها إلى جنيهين ونصف.
عائدات بالمليارات
التغيرات الكبيرة التي شهدتها ليلة رأس السنة هذا العام أدت إلى خروج أكثر من (80%) من سكان ولاية الخرطوم من منازلهم للاتجاه صوب مواقع الاحتفالات.
وفي ذات السياق كشف نصر الزين ، وهو متعهد حفلات في حديثه لـ ( باج نيوز) عن إن عائدات حفلات رأس السنة في الخرطوم حققت المليارات حيث أقيمت أكثر من (20) حفلة بمسارح وصالات العاصمة وتراوحت أسعار التذاكر ما بين (50 إلى 500) جنيه.
طوابير في المواصلات
إن كان ثمة شيء عكر صفو الخرطوم في ليلة رأس السنة فهو أزمة المواصلات وزحمة السير في شوارعها الرئيسة، وأن كانت الأقدام وهي تقطع الجسور والكباري ويتبادل أصحابها قفشاتهم تؤكد أن الفرح يمكنه أن ينتصر في بعض الجولات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية