شراكتنا مع تركيا.. الاقتصاد والأمن
1
هي زيارة تأريخية بحق التي يقوم بها الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” لبلادنا حاليا، وقد أثمرت أمس (12) اتفاقية تعاون بين البلدين، سيكون مردودها بإذن الله خيراً عميماً على أهل السودان، خاصة في مجالات الاقتصاد والبنى التحتية .
تركيا دولة عظمى اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً، فهي الدولة الخامسة بين اقتصادات أوربا تسبقها ألمانيا، بريطانيا، فرنسا وإيطاليا.. فقط، وهي الجيش السابع في العالم، والثاني في حلف الأطلسي (الناتو) .
وقد نما الاقتصاد التركي في الربع الثالث من العام الحالي (2017) بنسبة (12%) متجاوزاً نسبة النمو في الاتحاد الأوروبي (2.5%)، وتطمح تركيا إلى الصعود للمركز الثالث بين أقوى الاقتصادات في أوربا بحلول العام 2023 كما صرح وزير ماليتها.
والوضع إذ ذاك، فإن مضي السودان قدماً في شراكة اقتصادية وعسكرية مع تركيا يعني انتقال دولتنا من مربع العثرات إلى نقطة الانطلاق في مسار الدول الناهضة .
يبدو أن هناك رغبة تركية في هذا الاتجاه، تقابلها عزيمة وجدية من طرف حكومتنا، حيث لا خيار أمامها سوى الانطلاق في هذا المسار.. مسار الشراكات والمصالح المتبادلة.
2
وما يضاف إلى قيمة الدولة التركية، قيمة الرئيس “أردوغان” نفسه.. الزعيم المسلم الثائر الذي قاد العالم مؤخراً إلى مجابهة ومناهضة قرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” بإعلان “القدس” عاصمة لإسرائيل، وقد تحقق ذلك بتصويت (128) دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد القرار الأمريكي، في أكبر سقوط فضائحي للدبلوماسيتين الأمريكية والإسرائيلية.
“أردوغان” رئيس بكاريزما خاصة، قائد فذ.. وزعيم استثنائي جمع ما بين القدرة على تعبئة الشعب سياسياً.. مع أداء تنفيذي رفيع، وهذا ما جعل “أنقره” تقفز كل يوم من خانة نمو إلى خانة رفاهية، وتحجز مقعدها بين كبار أوربا، حتى وإن تحجج الاتحاد الأوروبي بأعذار واهية لتأخير عملية انضمام المارد التركي رسمياً لاتحادهم، خوفاً من تمدد المسلمين في القارة العجوز.
نرجو أن تمتد علاقات التعاون الإستراتيجي بين السودان وتركيا ومن خلفهما روسيا، لتشكل ضمانة كبرى لأمن شرق أفريقيا وساحل البحر الأحمر.