"الخالدي"..حنجرة عصية على النسيان
تمر اليوم ذكرى رحيله التاسعة
الخرطوم – المجهر
تمر اليوم الذكرى السنوية للفنان الراحل “عبد المنعم الخالدي” الذي رحل عن دنيانا يوم 19_11_2008م ، ويعتبر واحداً من أبدع الذين أنجبهم مهرجان الثقافة في عهد الرئيس الراحل “جعفر نميري”، واستطاع فرض شخصيته الفنية من خلال أغنياته التي لامست قلوب الناس بحنجرته المترعة بالشجن والعصية على النسيان.
“عبد المنعم عباس الخالدي” من مواليد قرية “شلَّعوها الخوالدة” ريفي الحصاحيصا، تلقى تعليمه بها ثم التحق بشرطة الحياة البرية، وعندما نقل إلى مدينة الخرطوم، في إطار عمله، اختار منطقة القوز سكناً له ليلتقي فيها بفرقة أبناء الحي.
بدأ حياته الفنية مقلِّداً لـ”عثمان الشفيع” حيث أشتهر بترديد أغنيتَيْ (كيف أنساك) و(ما هويتك). كوّن مع “سليمان أبو داوود” ثنائية في الألحان أثمرت عن خمسة عشر عملاً، كان يمارس نشاطه الفني بنادي أبناء حلفا (بوهين) حالياً، ثم انتقل في أواخر السبعينات إلى فرقة الخرطوم جنوب للغناء والموسيقى والمسرح، حيث أثرى هذه الدار بالروائع والدرر. درس في معهد الموسيقى والمسرح (الدراسات الإضافية) بشارع 61
عانق صوته آذان المستمعين عبر أثير الإذاعة السودانية عندما سجّل أولى أغنياته (يباركوا ليك ويباركو ليّ). كما أتحف التلفزيون القومي وقناة النيل الأزرق بعدد من الأغنيات. وكان غالباً ما يسجل أغنياته في مواسم الأعياد. رحل “الخالدي” عن دنيانا في يوم (الأربعاء) 19 نوفمبر من العام 2008 م، تاركاً لنا مجموعة من الأعمال الغنائية.
صديق الراحل الملحن “حمدان أزرق” والذي سرد قصة صداقته مع الراحل والتي امتدت لعقود من الزمان، وقال: أتحدث عن “عبد المنعم عباس إبراهيم الخالدي” زميل دراستي ورفيق دربي الذي نشأ في بيت خالته ورحل عنا بإبداعاته ليضيف، إلا أن “الخالدي” وهب حياته لإسعاد الناس، فقد عرفته منذ تردده على نادي الأهلي، ولأنه زميل الراحل الفنان “مصطفى سيد أحمد” فقد كانا نجمين في سماء الإبداع. وقال: “الخالدي” يتمتع بسماحة الخلق زاهداً في الدنيا.