"علي الحاج": نصحت قيادات الإخوان المسلمين بمصر بإجراء مصالحة مع الحكومة
اتهم “ملونق” بالترويج للرق والتسبب في دخول السودان إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب
أم درمان – طلال إسماعيل
كشف الأمين العام للمؤتمر الشعبي “علي الحاج” عن معلومات سرية لأول مرة حول رحلته الخارجية الأخيرة إلى تونس وتركيا التي التقى فيها بقيادات جماعة الإخوان المسلمين بمصر ورموز الحركات الإسلامية العالمية. وقال “علي الحاج” في ندوة سياسية للحركة الإسلامية بجامعة أم درمان الإسلامية– بعد 17 عاماً- ظهر أمس (الخميس) إنه نصح قيادات جماعة الإخوان المسلمين بمصر بضرورة إجراء مصالحة سياسية مع الحكومة المصرية بقيادة “عبد الفتاح السيسي”، وأشار “علي الحاج” إلى أنه لم يتلق إجابات من قيادات الإخوان حول الطرح الذي تقدم به إليهم بخصوص واقعهم السياسي في مصر خلال هذه المرحلة.
واستهجن الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. “علي الحاج” إجابات نائب رئيس المؤتمر الوطني “إبراهيم محمود” في الحوار الخاص الذي انفردت به (المجهر) أمس (الخميس)، وقال: (من الممكن أن تتفق أحزاب الحوار الوطني على مرشح واحد في الانتخابات القادمة، ما عندنا مشكلة في ذلك، ولكن يجب أن يكون مرشح برنامج وأجندة، لا نريد أن نرشح شخصاً لنفترق ولكن نطرح أجندة نتفق عليها لتكون برنامجاً في انتخابات حرة وأمينة لا يتولاها المؤتمر الوطني، وصناديق الاقتراع تكون من الزجاج ليراها لكل الناس، ونعلن التزامنا بذلك إذا اتفقت أحزاب الحوار الوطني ونعدّ هذه السنوات مرحلة انتقال. وزاد: (لا نريد أن نرشح أشخاصاً، نتفق على البرنامج والأجندة.. بنرشحه وفقاً لمخرجات الحوار الوطني). وأضاف: (صعقت عندما قرأت حوار نائب رئيس المؤتمر الوطني، عايز يرشح دي حكاية تجاوزها الحوار)، ورد “علي الحاج”، على “إبراهيم محمود”: (نسوق الحوار لسلفاكير ميارديت عايز ترجعنا للمؤتمر الوطني، ما عندكم أجندة، ونحن شركاء للمؤتمر الوطني ونريده أن يكون قوياً بالحجة وليس الطوارئ، ولا يمكن أن يكون شريكاً في انتخابات 2020 إذا كان قراره في ولاية الجزيرة حل المجلس التشريعي).
واعترف “علي الحاج” بفشل الإنقاذ سياسياً ونجاحها عسكرياً وأمنياً خلال سنوات حكمها وقال: (هنالك أشياء نجحنا فيها عسكرياً، كان قرار الانقلاب سياسياً من هيئة الشورى، وهذا يحمد لإخواننا العسكريين، وحصل تأمين للإنقاذ، لكن فيما يتصل بالعمل السياسي نعترف بالفشل، أكبر فشل لنا أننا انقسمنا، إذا لم نشخص المرضى صاح لن تكون هنالك فائدة للعلاج).
وكشف الأمين العام للمؤتمر الشعبي عن تلقيه دعوة من السفارة الأمريكية بالخرطوم لمقابلة نائب وزير الخارجية الأمريكي “جون سوليفان” عند الساعة الثامنة والنصف صباح اليوم (الجمعة) مع (50) شخصية أخرى، وأضاف: (طلبت من المكتب أن يتصل بالسفارة لعمل مقابلة إذا أمكن ولم نجد رداً.. لدينا رسالة للولايات المتحدة الأمريكية بضرورة رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، لأن كل الحيثيات بالاتهام بغض النظر عن أنها صحيحة أم غير صحيحة قد زالت).
وكشف “علي الحاج” عن معلومات خاصة بضلوع “بونا ملوال” والقائد السابق لجيش جنوب السودان “بول ملونق” في الترويج لدعاوى رق الأطفال، وقال إنها واحدة من الأسباب التي أدت إلى إدراج اسم السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب. وكشف الأمين العام للمؤتمر الشعبي عن مقابلته لمسؤولين أمريكان خلال سنوات سابقة بخصوص شطب اسم السودان وأضاف: (أمريكا تتحمل وزراً كبيراً في انفصال جنوب السودان، الأمريكان ظهر لهم أن المشكلة لم تكن دينية في جنوب السودان بعد الانفصال ووضح أن القضية في الجنوب ليست قضية دين. سلفا كير ميارديت أخبرنا أنه ستكون هنالك وصاية أمريكية على جنوب السودان وطلبنا منه أن يستعجل الحوار في جوبا، ونناشد كل المعارضين لسلفا كير بزعامة رياك مشار ولام أكول، أناشدهم أن يتعاونوا في الحوار ولا نريد وصاية لجيراننا).
وأشار “علي الحاج” إلى تلقي المؤتمر الشعبي دعوة رسمية من منظمة (ماكس بلان) الألمانية حول مستقبل الدستور في السودان بعد إجراء المنظمة لحوار لمدة عام، موضحاً قبول الشعبي للدعوة التي ستكون في السابع من ديسمبر لكنه تمسك بخارطة الطريق حول وضع دستور السودان من خلال مجلس منتخب.
وأشار “علي الحاج” إلى أن المؤتمر الشعبي لا يتحمل فشل المؤتمر الوطني في ولاية الجزيرة وأضاف: (لا يمكن أن نتحمل ذلك، نحن لا نريد رئيساً أو والياً، ولكن نريد حقاً سياسياً والحريات. كل الولاة معينين ما عندنا مشكلة، وكل القوى السياسية التي شاركت في الحوار من حقها المشاركة السياسية كحركة إسلامية نعيد التجربة مرة أخرى، ولا نريد أن نكرر المفاصلة لابد من معالجة سياسية لولاية الجزيرة نحن في مرحلة انتقال، كي لا نعقد القضايا نعالجها معالجات سياسية عبر النظام الفيدرالي، وليس آخر العلاج الكي.. ما مكن تكونوا كده يا نائب رئيس المؤتمر الوطني).
وأشاد “علي الحاج” بمجهودات والي الجزيرة “محمد طاهر أيلا” في تنمية ولاية الجزيرة لكنه قال: (نشهد للأخ محمد طاهر أيلا بتحقيق الخدمات، هذه حقيقة ينبغي أن نقرها في الجانب التنفيذي وما عندنا أي مشكلة معاه.. هو من إخواننا في المصالحة كان ممثلنا في الشرق عمل تنمية لكن عنده مشكلة سياسية كبيرة جداً، حالة أيلا ما في عمل سياسي، من بين كل الولايات لم تتكون في ولاية الجزيرة حكومة وفاق وطني ولم نطلب منه وزارة أو موقعاً تنفيذياً، وهذا عيب سياسي كبير نحن مشاركون مع المؤتمر الوطني وليست هنالك مشاركة سياسية مع المؤتمر الوطني في ولاية الجزيرة، نحن مستسلمون للمؤتمر الوطني ومسلمون بالأغلبية، ولكن رأينا السياسي يجب أن يُسمع، ما ح ننازع المؤتمر الوطني في الجامعات ولا السفارات ولكن صوتنا السياسي لازم يصل).