الإذاعي المغترب "النعيم الخير" في حديث الذكريات
حاورت فنان العرب “محمد عبده” للإذاعة السودانية
قدَّمت أول برنامج إذاعي يحتفي بالزيجات و(الحصالة) الأكثر جماهيرية
على براحة ديوان اليوم نستضيف واحد من الأصوات الإذاعية المعتَّقة التي ساهمت بقوة في توعية وتثقيف المجتمع السوداني عبر مجموعة من البرامج المنوعات النوعية التي مدت جسور التواصل الفكري الفني والأدبي بين أهل الفكر والثقافة والإبداع والمستمعين .إنه الإذاعي القدير “النعيم الخير حسن إدريس” (آل جزم) من مواليد مدينة مدني (جزيرة الفيل) خريج جامعة القاهرة فرع الخرطوم في عصرها الذهبي تخصص علم النفس (اجتماع) أول محطاته العملية كانت بمصلحة الثقافة قسم الثقافة الجماهيرية وثقافة الطفل ومنها انتقل إلى حوش الإذاعة السودانية والآن يعمل مستشاراً إعلامياً في إحدى المؤسسات الإعلامية العريقة بالمملكة العربية السعودية مقرها بمدينة جدة.
فإلى مضابط حوارنا .
التقى به – عامر باشاب
{ أستاذ “النعيم” أولاً حدِّثنا عن البدايات الأثيرية ؟.
أول مرة يطل صوتي عبرها على أثير الإذاعة القومية كان في العام1967 وكانت البداية من خلال برنامج (آراء) من إعدادي وتقديمي وإخراجي.
{ من عاصرت من جيل العمالقة ؟.
في وزارة الثقافة عاصرت عهد وزير الثقافة حينها “إسماعيل الحاج موسى” والكاتب الدارمي المخضرم “حمدنالله عبد القادر”، وفي حوش الإذاعة حالفني الحظ أن أعمل في حضرة العمالقة “محمد صالح فهمي”، “فهمي بدوي”، “حسان سعد الدين”، “عبد الوهاب أحمد صالح”، “صالح أحمد صالح”، “عبد الرحمن أحمد”، “محمود أبو العزائم”، “علي شمو”، “حمدي بولاد” و”ذو نون بشرى” كان وقتها رئيسي المباشر (رئيس قسم المنوعات).
{ أبناء دفعة ؟.
“ليلي المغربي”، “بثينة عثمان الطاهر”، “محاسن سيف الدين”، “سهير العمرابي”، “نايلة العمرابي”، “عفاف الصادق”، “سعاد أبو عاقلة”، “الفاتح ميرغني” و”مأمون ميرغني” الآن يعمل في مجال المحاماة، “عبد الرؤوف عبدالله” يعمل في الهيئة القضائية .
{ لقاءات إذاعية نادرة ؟.
بحمد الله وفضله أجريت العديد من اللقاءات الإذاعية النادرة، مع مجموعة كبيرة من نجوم الفن والإبداع أبرزها كانت مع زعيم الكوميديا “الفاضل سعيد” وكان هذا اللقاء في المتحف الطبيعي، ولقاء مع نجم الكوميديا المخضرم “محمود السراج” “أبو قبورة” في المتحف القومي.
بالإضافة إلى اللقاءات التوثيقية من عمالقة الأغنية السودانية أذكر منهم: الفنان “عبد العزيز محمد داوود”،
“عثمان حسين”، “إبراهيم عوض”، “وردي”، “الجابري”، “سيد خليفة”، (ثناني العاصمة) و”مصطفى سيد أحمد.
{ أهم البرامج التي اشتهرت بها؟.
(الحصالة) البرنامج الذي قدَّمني للناس وكان الأكثر جماهيرية بشهادة شيخ النقاد “ميرغني البكري”. (بالعديل والزين) أول برنامج يحتفي بالزيجات. (دردشة مع العرسان)، وهذا البرنامج كان أن اختارته الزميلة “ليلى المغربي” للمشاركة في فعاليات تنافسية أقامتها الإذاعات العربية، وفاز بالجائزة الأولى ومن السهرات قدَّمت (في رحاب النغم)، (من هنا وهناك)، (أول وآخر) و(فنان ودوبيت) (ذاكرة الزمن)، أما (موروثات وتقاليد) برنامج تراثي تخصص في التعريف بالقبائل السوداني، وكان بمشاركة فيه الفنان الكبير “عبد القادر سالم” والشاعر الكردفاني “عبد الله الكاظم” وغيرها الكثير من برامج المنوعات جميعها كانت من إعدادي وتقديمي.
*حدث لا ينسي ؟.
افتتاح المركز الثقافي الفاشر في مطلع السبعينات على يد محافظ دارفور “الطيب المرضي”. وهذا الحدث مازال عالق بذاكرتي، لأنني ساهمت في تأسيس هذا المركز إبان عملي بوزارة الثقافة، حيث قمت بتجميع فرقة الفنون الشعبية بالفاشر وكوَّنت النواة الأولى لاتحاد نساء الفاشر من الأشياء اللافتة وقتها المعرض الفلكلوري الضخم الذي حوى كل الثقافات وإرث وتقاليد قبائل السودان المختلفة.
{ بالتأكيد ظهر على يديك مجموعة من المطربين؟.
بالفعل هناك العديد من المطربين ظهروا لأول مرة للجمهور عبر برامج قدَّمتها خاصة سهرة (الخميس) (في رحاب النغم كل خميس) و(من هنا وهناك) وعبر هذه البرامج ظهر “عبدالله البعيو”، “صديق سرحان”، “سيف الجامعة”، “الفاتح قميحة”، “عماد أحمد الطيب”. وغيرهم.
{ الآن نأتي إلى هجرتك إلى المملكة العربية السعودية ؟.
{ في العام 1982 غادرت حوش الإذاعة وتوجت للعمل في المملكة العربية السعودية، حيث جاءتني فرصة للتعاقد مع شركة سعودية تعمل في مجال الدعاية والإعلان والإنتاج البرامجي.
{ من وقتها انقطعت صلتك بإذاعة أم درمان ؟.
أبداً، من هناك واصلت نشاطي الإذاعي وكنت أول مراسل للإذاعة والتلفزيون السوداني بمدينة جدة.
{ مراسل إخباري؟.
نشطت في التغطيات الإخبارية ونقل الأنشطة والفعاليات الخاصة بالجالية السودانية لبثها عبر برامج المغتربين وبرامج الصباح الإذاعية والتلفزيونية.
{ علاقتك بالأجهزة الإعلامية السعودية؟.
في بداية التسعينات عملت في صحيفة (عكاظ)، وزاملت فيها من السودانيين الصحفي “عبد العال السيد” و”محمد خير كباشي” (مخرج صحفي) والصحفي “قيلي” والصحفي “مختار العوض” والصحفي الشاعر “عبدالله عباس”. أيضاً كتبت في صحيفة (البلاد) السعودية.
وعملت لفترة طويلة بفضائية لـ(اي ار تي) القناة التاسعة في مجال الإعداد البرامجي وزاملت فيها المخرج السوداني “الطيب مهدي”.
{ماذا عن علاقتك بنجوم الفن السعودي؟.
تربطني علاقات صداقة مع الكثير منهم،
خاصة المطرب السعودي الكبير فنان العرب “محمد عبده” المطربة السعودية “توحة” والمطربة “ابتسام لطفي” والمطرب “علي عبد الكريم” الممثل السعودي القدير “محمد حمزة”، وأجريت لقاءات توثيقية بثت بالإذاعة السودانية أبرزها مع المطرب “محمد عبده” المطربة “توحة”.
{ مقدمك للخرطوم في زيارة
عمل حدِّثنا عن ذلك ؟.
صحيح زيارتي للخرطوم هذه المرة تعتبر زيارة عملية بهدف التنسيق والتخطيط والتحضير لتنفيذ شراكات في مشاريع استثمارية سعودية سودانية في مجالات الزراعة والسياحة والتعدين، بعضها في ولاية الجزيرة وولاية شمال كردفان بالإضافة تأسيس إصدارات إعلامية .
{ سمعنا عن عودتك لحوش الإذاعة؟.
نعم، عبر مبادرة من مدير عام الإذاعة القومية الأستاذ “صلاح الدين التوم” ومدير إدارة البرامج “أسامة حسن الشريف” سوف أعود لتقديم عدد من السهرات في الدورة البرامجية الجديدة، وقبل أيام سجلت سهرات خاصة مع الفنان “الرشيد كسلا” والفنان “محمود تاور”، كما شرعت في تسجيل عدة حلقات من برنامج جولة المايكروفون مع عدد من المبدعين.
{ الأجهزة الإعلامية احتفت بمقدمك؟.
نعم، هناك العديد من الزملاء بادروا في استضافتي عبر لقاءت متنوعة إذاعية وفضائية أبرزها استضافة الأستاذ “معتصم فضل” ذاكرة البرامج، الأستاذ “عبد الباقي خالد عبيد” استضافني في قناة “أنغام” .
“إصدارات ومؤلفات ؟.
{ (الحيوانات في القرآن الكريم)، (الهروب من المدارس)، (الظواهر السلوكية عند الصغار)، (ألعاب الأطفال البيئية في السودان)، (عادات وتقاليد الزواج في دارفور)، (كتاب عن الأم) و
(المساح يعشق النيل) توثيق سيرة شاعر الحقيبة علي المساح (ظواهر استنشاق البنزين والتشرُّد في مدن السودان)، وهذا المؤلف تم عكسه في معرض مصوَّر تحت رعاية وزيرة الرعاية الاجتماعية في حكومة “نميري” “فاطمة عبد المحمود” .
كلمة أخيرة ؟.
الشكر والتقدير لأسرة صحيفة (المجهر السياسي).