أحسن حزب الأمة.. فليبقى "الحلو" في (كراكيره)
كما توقعنا، وناشدنا، نفض حزب الأمة القومي بقيادة الإمام “الصادق المهدي” يده عن بيان لندن الذي وقعته د. “مريم الصادق” مع متحدث باسم الجبهة الثورية وآخر باسم حركة “عبد العزيز الحلو”، وفيه أقرت حق تقرير المصير لجبال النوبة، مع إضافة أنه (لا يعني الانفصال) !!
فقد أصدرت الأمانة العامة لحزب الأمة القومي، أمس الأول بياناً أكدت فيه موقف الحزب الرافض لحق تقرير المصير، موضحة أنه طلب يجوز في حالة المستعمر الأجنبي وليس الحُكم الوطني، مع التأكيد على حق الحركة الشعبية – شمال في النضال من أجل نيل مطالبها في جنوب كردفان. الحزب أكد أيضا أنه يقف على مسافة واحدة من طرفي الحركة (عقار – الحلو).
إذن، لم تكن “مريم الصادق” تعرف حقيقة الخط السياسي لحزبها مع أنها تشغل منصب نائب الرئيس، فتعجلت في التوقيع على بيان مرتبك، سعى الطرف الآخر من خلاله لتحقيق غرضه وإحراز هدفه بانتزاع اعتراف أكبر أحزاب المعارضة بمطلب لا محل له من الإعراب، ولا مجال للاعتراف به بعد ما حاق بالبلاد من كارثة جراء الموافقة على تقرير مصير (الجنوب)، وتمرير الاستفتاء المضروب الذي زوَّر إرادة شعب الجنوب تحت فوهات البنادق في العام 2011 م.
بالأمس القريب أصدرت محكمة إسبانية أمراً بالقبض على رئيس حكومة إقليم “كتالونيا” التابع للدولة الإسبانية، الذي لجأ إلى “بلجيكا” مع عدد من وزراء حكومته، إثر إعلان برلمان الإقليم الكتالوني الاستقلال عن “إسبانيا”.
القضاء في أوربا معقل الديمقراطيات وحقوق الإنسان يصدر أوامر قبض بحق المطالبين بتقرير مصير وانفصال “كتالونيا”، و في السودان يخرج علينا كل حين وآخر شذاذ الآفاق.. المخربون.. العنصريون المتمردون، ليرفعوا مثل هذه الشعارات التخريبية دون أن يلقى عليهم القبض أو ينبذوا من الساحة السياسية، ويسقط عنهم الاعتراف، وترفض الدولة الجلوس معهم للتفاوض.
على جميع القوى الوطنية إجهاض مثل هذه الدعوات التفكيكية الخبيثة التي تستهدف وحدة بلادنا، وقتلها في مهدها، وأن يكون شعارنا جميعا: (لا تقرير مصير بعد الجنوب.. لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين).
كما يتوجب على حكومتنا أن توقف أي تفاوض مع حركة “عبد العزيز الحلو” ما لم يشطب مفردة (تقرير المصير) من جميع وثائق حركته وأطروحاتها. دعونا من التكتيكات المرحلية، والتواصل الباطني مع جناح في الحركة الشعبية على حساب الجناح الآخر.. فقضايا الوطن الإستراتيجية لا تحتمل الهزار ولا اللعب بالنار. إذا كان “الحلو” مصراً على رفع مطلب (تقرير المصير)، فليبقى في (كراكيره) مقاتلا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. لا مجال للتكتيك في أمر وحدة البلاد.