من وسط دارفو ر.. بحكى ليكم
• وزير الدولة للإعلام الأستاذ “ياسر” وجه لي دعوة كريمة للذهاب معه، ووفد إعلامي لزيارة ولاية وسط دارفور.. وفي معيتنا وفد محترم من زملاء الإعلام المرئي، ممثل في قناة الشروق والقناة القومية وزملاء من الإعلام المقروء.. أقلتنا طائرة إلى مطار مدينة زالنجي.. كان في استقبالها واليها الهمام الشرتاي “جعفر عبد الحكم اسحق” هاشاً باشاً وفي معيته طاقم من وزراء حكومته.. وعدد مقدر من المستقبلين من أعيان مدينة الجنينة.. المطار بسيط وأنيق ونظيف بميادينه الخضراء..
من مطار الجنينة بالعربات إلى زالنجي.. الطريق مسفلت.. باقي خضرة الخريف صبغت اللون الأخضر في البراري والوديان.. التكتك يجوب الطريق يقل المواطنين.. منافساً لعربات الكارو التي تقودها الجياد.. مزارع الذرة والدخن والسمسم تنبئ بموسم وافر المحصول.. والحمار سيد الموقف.. حاملاً الناس والأمتعة.. طبعاً أنا من المعجبين بهذا الحيوان الصبور الطيب المفيد.. وأثور واضرب من يعتدي عليه بالضرب حتى لو كان مالكاً له.. وبقول لحمير العاصمة المساكين المضطهدين ليتكم شفتوا حمير ولاية وسط دارفور، لاسيما حمير جبل مرة وهي صاعدة وهابطة تنقل الناس وخيرات الجبل من بطاطس وتبش وبصل وبرتقال وفحم وخضر وأصناف من خيرات الجبل.. كنت في مقال سابق قلت كادقلي تعد أجمل مكان على وجه الأرض، لكن غيَّرتُ رأيي بعد أن زرتُ جبل مرة.. صدق صديقي الراحل فنان الفنانين “خليل إسماعيل” حينما نظم ولحن رائعته لو شفت مرة جبل مرة.. يعاودك حنين طول السنين.. تتمنى تاني تشوفو مرة.. وصدق صديقي الأستاذ والفنان الشامل “الكابلي” حينما نظم ولحن رائعته (مرسال الشوق) يا الكلك ذوق.. اغشى الحبان في كل مكان.. قول ليهم شفنا جبل مرة.. عشنا اللحظات حُب ومسرة.. وأهداها لصديقي الحبيب الفنان “أبو عركي” “الراكب راسو وما داير يغني للناس.. الغناء الجميل زي جبل مرة”.. حرام يا صديقي كلنا لهفة لعودتك.
وصلنا زالنجي.. وجدنا آلاف الأهل في الانتظار.. وجدنا حشداً مهولاً من أهلنا زالنجي الجميلة، كانوا في انتظار واليهم الشرتاي “جعفر” وضيفه وزير الدولة للإعلام الأستاذ “ياسر يوسف”.. وكان اللقاء حينما يتسم بالراحة والصدق والحُب.. الوزير الشاب كان موفقاً في خطابه للجماهير.. وأبان ووضح ضرورة جمع السلاح.. وشرح قرار رفع الحظر.. وأبان الآثار التي تترتب عليه.. أما والي الولاية الذي أصبحتُ صديقه كان قدر التكليف عارف لكل صغيرة وكبيرة بولايته وكل شاردة وواردة بدار فوري البكري حكيماً وعادلاً وكريماً ودبلوماسياً من الطراز الأول، ومحاولات مقنعاً ومضيافاً أسكننا بداره، وبذل لنا كل أسباب الراحة برغم كبر عدد أفراد وفدنا الإعلامي.. خصاني الوالي والوزير بمخاطبة ندوة بجامعة زالنجي أمَّها وزراء حكومة الولاية وأساتذة الجامعة وقيادات المرأة موضوعها (جمع السلاح وقرار الحظر) والذي ينبغي أن يترتب عليه مستقبلا وما ينبغي أن ينهض به أهل السودان..أقلتنا طائرة تابعة للأمم المتحدة.. وصلنا محلية جبل مرة.. كان يوم سوق.. الحركة فيه كانت نشطة.. تجمع عدد من القرى جاءوا للتسوق.. توجهنا للجبل.. الطريق وعر.. عدد من الجنود رافقونا.. على الأرض طوال المشوار إلى قمة الجبل تناثرت الطلقات الفارغة بأعداد مهولة.. علمنا أن المكان كان أرض معارك.. توقفت العربات باستحالة التقدم.. الشرتاي تولى أمر الشرح لوفدنا.. أصناف من المزارع.. المناخ بحر أبيض متوسط.. مزارع البرتقال على مد البصر.. الجوافة.. التفاح.. المانجو.. القريب فروت.. التين.. العنب.. الخوخ.. الفول المصري.. البطاطس … الخ.. نعم وثراء فاحش في الخيرات.. المشكلة الطريق لابد من تعبيده لنقل المحاصيل التي تكفينا ونصدر الفائض.. الحمار سيد الموقف يحمل كل شئ.. والجمال.. ساعات مشينا.. لم نشعر بالتعب ادهشتني بالطبيعة الساحرة.. كنز سياحي عظيم ينتظر استثماره.. كل تلك النعم والخيرات تنتظرنا لنستأثر بها.. فقط تسكت البندقية.. نتصالح.. ونعمل.. التاريخ لن يرحمنا، نحن لنا هذا الحاضر العجيب، والأطفال يراقبوننا ماذا نصنع.. وأنا تاني راجع الجبل..
التجانى حاج موسى