تفاصيل جديدة في قضية المُتَّهم بنشر شائعات حول قتلة "أديبة"
الخرطوم ـ المجهر
كشف موظف بمركز الرؤية لدراسات الرأي العام، أمس (الأربعاء) إفادات مثيرة لدى مثوله أمام القاضي “عابدين حمد ضاحي”، بمحكمة الخرطوم شمال الجنائية، في محاكمة قيادي بالوطني مُتَّهم بنشر شائعات حول القبض على قتلة “أديبة” عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقال الموظف للمحكمة إنه أجرى تحليلاً للمقطع الصوتي، واعتبر المقطع مختلقاً وكاذباً وغير حقيقي، ومضللاً للرأي العام، إلى جانب إثارته للهلع بين الموطنين، وافتقاده للأدلة والبراهين، واعتبر الشاهد نص المقطع نصاً خبرياً يقصد به تشويه السمعة، التي تؤدي إلى نشر الكراهية والحقد في المجتمع. وقال إن ذلك يعتبر مهدِّداً أمنياً، وواصل الشاهد إفاداته للمحكمة بأن المُتَّهم من خلال التسجيل الصوتي استنجد بعشيرته بدافع أخذ الثأر من أبناء دارفور، موضحاً أن ذلك يقود إلى اشتعال الفتنة بين القبائل، وكشف الشاهد بأن التسجيل الصوتي تسبب في الفتنة في تخوُّف الأهالي، خاصة في ولاية الخرطوم، حيث أصبح الآباء يقومون بتوصيل أبنائهم إلى المدارس بعد انتشار شائعات أخرى باختطاف أطفال في منطقة الدروشاب وجبل أولياء. وقال الشاهد إن المُتَّهم قلَّل من دور الشرطة وهيبة الدولة، بأن أحد أفراد قبيلته أرشد على أبناء دارفور كمتهمين في البلاغ، مبيِّناً أن تحديد المتهم لإقليم دارفور دون سواه سيؤدي إلى إشعال نار الفتنة، وأكد الشاهد عند استجوابه أنه رصد (5) سياسيين، استنكروا ما جاء بالتسجيل الصوتي. ونفى الشاهد زيارته إلى إقليم دارفور التي يسكنها مزيج من القبائل العربية والأفريقية، وأكد بأن لديه مناديب بالولايات الخمس، ولم يسجلوا أي حالات تظاهرات أو شكاوى من قيادات وزعماء دارفور أو احتكاكات بين القبائل.
وأكد الشاهد أن الدولة ضبطت الوضع بعد إلقاء القبض على المتهم. وفي السياق كانت المحكمة قد ناقشت عضواً بجهاز الأمن مثلت أمامها كشاهد اتهام في القضية، وقالت بأنها تعمل منذ (13) عاماً، بجهاز الأمن قسم الرصد والمتابعة وحدة الإشاعة والنشر الكاذب بعد تخرُّجها في كلية علوم الحاسوب، وظلت تعمل في القسم وخلال فترة عملها رصدت حالات للنشر الكاذب والإشاعة، وأخيراً ظهور التسجيل الصوتي للمتهم، حيث حصد الآلاف من المشاهدات في موقع (الفيس واليوتيوب) وموقع (الراكوبة)، حيث انتقد أحد قيادات الحركات المسلحة التسجيل، لأنه يدعو للفتنة والنعرات القبلية والتحريض ضد إقليم بعينه، واصفاً إياه بأنه لا يمثِّل عادات وتقاليد الشعب السوداني، وأشارت الشاهدة أن هنالك صحفياً تناول التسجيل الصوتي في أعمدة الرأي، وأيضاً بسبب التسجيل رصدت شخصاً عبر المواقع الاجتماعية، ذكر أنه من تاريخ التسجيل مكث في بيته خوفاً على حياته بعد التحريض الذي دعا إليه صاحب التسجيل، وكانت المحكمة قد ألغت أمر تدوين بلاغ في أحد أقارب “أديبة” بعد أن هتف داخل المحكمة، بيد أنه قدَّم اعتذاراً للمحكمة، ما دفع المحكمة إلى التنازل عن البلاغ.
وحسب الاتهام فإن المُتَّهم كان قد جرى توقيفه بعد نشر مقطع صوتي ذكر فيه القبض على قتلة “أديبة فاروق”، وقام بنشره على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد استطاع جهاز الأمن والمخابر الوطني بتوقيف المُتَّهم وتقديمه إلى المحاكمة.