(الترامادول).. شبابنا تحت وطأة الإدمان !!
أزعجني جداً فيديو متداول في وسائل التواصل الاجتماعي يعرض شرائط فارغة لأقراص (ترامادول) المخدرة ملقاة بكميات على طريق عام، قال صاحب الفيديو إنه شارع النيل بالخرطوم !
هذه الأقراص لها خواص (الأفيون) وتؤثر على الجهاز العصبي، وتسبب (الهلوسة) للأصحاء، وتحدث أضراراً بالغة بصحة متعاطيها، منها الانخفاض الحاد في ضغط الدم، التشنجات العصبية، احتباس البول، اضطرابات في الجهاز الهضمي، كما تؤدي الجرعات الزائدة إلى الفشل الكلوي الحاد .
وقد تزايدت تجارة (الترامادول) وأصناف أخرى مشابهة خلال السنوات الأخيرة، وضبطت شرطة الجمارك (5) حاويات محملة بحبوب (الكبتاجون) المخدرة في أبريل من العام 2014 . كما ضبطت حاويات لشحنات الموت في الأعوام 2015 و2016 وعامنا الجاري 2017 .
عشرات الملايين من الأقراص المخدرة ضبطتها سُلطات الجمارك بالتعاون مع مكافحة المخدرات، وإن كانت الأخيرة ترى في حديث لمديرها السابق أن الجمارك تفسد عليهم خطط القبض على المجرمين أصحاب الحاويات، لأن كشف الحاويات في الميناء أو الشحنات في مطار الخرطوم يعني تعذر القبض على (الجناة) الحقيقيين، وتوقيف (المخلصين) بينما ترسل هذه الشحنات إلى عناوين وهمية !!
وإذا كان ذلك هو عدد الحاويات المضبوطة، فيا ترى كم حاوية عبرت بوابات التفتيش بطريقة أو بأخرى، ووجدت طريقها إلى الخرطوم ومدني والأبيض ومروي وبورتسودان نفسها ؟!
إن الكميات الكبيرة من الأقراص المخدرة المتداولة بين أيدي الشباب (من الجنسين) في الجامعات، بل وداخل بعض المدارس الثانوية، ترسم دائرة الخطر الجهنمية التي تحاصر أجيالنا الشابة وتلقي بها متهالكة في درك سحيق !!
ينبغي أن تنتبه عاجلاً.. كل الجهات الأمنية والشرطية لهذا الخطر الداهم الذي يتهدد دولتنا أكثر من أي عدو معلوم أو محتمل، فضياع مئات الآلاف من الفتيان والفتيات بإدمانهم على المخدرات وحبوب الهلوسة هو كارثة ما بعدها كارثة، فكيف نأمل في خير ونماء وتقدم لدولتنا إذا صار تعاطي (الترامادول) كتعاطي (البنادول)، وتصل شحناته الممنوعة إلى ميناء بورتسودان بالحاويات لا بالصناديق !! وفي ضبطية واحدة وجدوا (13 مليون) قرص !!
فكم مليوناً دخلت ؟!